والعقوبة لهم على ترك ما دعوا إليه من الاقرار بالربوبية، وإظهار العدل، وترك الجور وإماتة الفساد، لما في ذلك من جرأة العدو على المسلمين، وما يكون في ذلك من السبي والقتل وإبطال دين الله عز وجل وغيره من الفساد. ورواه في (العلل وعيون الأخبار) كما يأتي. أقول: وتقدم ما يدل على ذلك، ويأتي ما يدل عليه.
30 - باب سقوط جهاد البغاة والمشركين مع قلة الأعوان من المسلمين 1 - محمد بن علي بن الحسين في (عيون الأخبار وفي العلل) عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن الحسن بن عبد العزيز العلوي " العدوي "، عن الهيثم بن عبد الله الرماني قال: سألت علي بن موسى الرضا عليه السلام فقلت له: يا بن رسول الله أخبرني عن علي بن أبي طالب عليه السلام لم لم يجاهد أعدائه خمسا وعشرين سنة بعد رسول صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم جاهد في أيام ولايته؟ فقال: لأنه اقتدى برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ترك جهاد المشركين بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة، وبالمدينة تسعة عشر شهرا، وذلك لقلة أعوانه عليهم، وكذلك علي عليه السلام ترك مجاهدة أعدائه لقلة أعوانه عليهم، فلما لم تبطل نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله مع تركه الجهاد ثلاث عشرة سنة وتسعة عشر شهرا فكذلك لم تبطل إمامة علي عليه السلام مع تركه للجهاد خمسا وعشرين سنة إذا كانت العلة المانعة لهما واحدة.
2 - وفي (العلل) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم