أخاف أن تكفروا، إن من أشد ما افترض الله على خلقه ثلاثا: إنصاف المرء من نفسه حتى لا يرضى لأخيه من نفسه إلا بما يرضى لنفسه منه، ومؤاساة الأخ في المال، وذكر الله على كل حال، ليس سبحان الله والحمد لله ولكن عند ما حرم الله عليه فيدعه.
* الشرح:
قوله (وذكر الله على كل حال) أصل الذكر مبدأ لجميع الخيرات، ثم الخيرات مبدأ لرسوخه وثبوته في القلب حتى لا يغفل طرفة عين إلى أن يبلغ مقام المحبة ثم مقام الرضا ثم مقام الفناء في الله بحيث لا يرى في الوجود إلا إياه. وهذا غير متعلق بالسؤال لأن السؤال عن حق المسلم على أخيه ولعل الغرض من ذكره هو التنبيه بأن المهم للمؤمن في الدنيا أمران أحدهما استقامة حاله مع المؤمنين وهي تحصل برعاية الأولين، والثاني استقامة حاله مع رب العالمين وهي تحصل بالذكر.
4 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل، عن مرازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما عبد الله بشيء أفضل من أداء حق المؤمن.
* الشرح:
قوله (ما عبد الله بشيء أفضل من أداء حق المؤمن) يعنى أداء حق المؤمن أفضل من أداء جميع العبادات، والأئمة (عليهم السلام) أفضل المؤمنين ورؤساؤهم، فأداء حقوقهم رأس جميع العبادات.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «فضل حرمة المسلم على الحرم كلها» يريد أن الله تعالى جعل حرمة المسلم فوق كل حرمة، وقال أيضا: «وشد بالإخلاص والتوحيد حقوق المسلمين في معاقدها» يعنى أن الله تعالى ربطها بهما فأوجب على المخلصين المعترفين بالوحدانية المحافظة على حقوق المسلمين ومراعاة موضعها وقرن بتوحيده حتى صار فضلها كفضل التوحيد.
5 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حق المسلم على المسلم أن لا يشبع ويجوع أخوه، ولا يروى ويعطش أخوه، ولا يكتسي ويعرى أخوه، فما أعظم حق المسلم على أخيه المسلم وقال: أحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك، وإذا احتجت فسله وإن سألك فأعطه، لا تمله خيرا ولا يمله لك، كن له ظهرا فإنه لك ظهر، إذا غاب فاحفظه في غيبته وإذا شهد فزره وأجله وأكرمه فإنه منك وأنت منه، فإن كان عليك عاتبا فلا تفارقه حتى تسأل سميحته وإن أصابه خير فاحمد الله، وإن ابتلي فأعضده وإن تمحل له فأعنه وإذا قال الرجل لأخيه: أف انقطع ما بينهما من الولاية وإذا قال: أنت عدوي كفر أحدهما، فإذا اتهمه انماث الايمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء، وقال: بلغني أنه قال إن المؤمن ليزهر نوره لأهل السماء كما تزهر نجوم السماء لأهل الأرض، وقال: إن المؤمن ولي