* الشرح:
قوله (إن القوم ليكونون فجرة ولا يكونون بررة) إشارة إلى أن الفوائد الدنيوية للصلة تصل إلى المؤمن والفاسق والكافر، وإن المؤمن الصالح أولى بذلك.
22 - وعنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): صلوا أرحامكم ولو بالتسليم، يقول الله تبارك وتعالى: (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا).
* الشرح:
قوله (صلوا أرحامكم ولو بالتسليم) دل على أنه ينبغي المبادرة بالسلام على ذوي الأرحام وإن ظن أنهم لا يردون عليه، والقول بأنه لا يسلم عليهم حينئذ، لأنه يدخلهم في حرام، كما ذهب إليه بعض العامة، ليس بشيء، لإمكان توبتهم وردهم فلا يترك تلك الخصلة العظيمة والفضيلة الشريفة لمجرد الظن.
23 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن صفوان الجمال قال: وقع بين أبي عبد الله (عليه السلام) وبين عبد الله بن الحسن كلام حتى وقعت الضوضاء بينهم واجتمع الناس فافترقا عشيتهما بذلك وغدوت في حاجة، فإذا أنا بأبي عبد الله (عليه السلام) على باب عبد الله بن الحسن وهو يقول: يا جارية قولي لأبي محمد [يخرج] قال: فخرج فقال: يا أبا عبد الله ما بكر بك؟
قال: إني تلوت آية من كتاب الله عز وجل البارحة فأقلقتني، قال: وما هي؟ قال: قول الله جل وعز ذكره: (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) فقال:
صدقت لكأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب الله قط فاعتنقا وبكيا.
* الشرح:
قوله (حتى وقعت الضوضاء بينهم) الضوضاء أصوات الناس ضوضؤوا أي ضجوا.
قوله (ما بكر بك) بكر إلى الشيء بكورا من باب قعد: أسرع أي وقت كان، وبكرت: عجلت، وبكر تبكيرا مثله، وفي بعض النسخ ما يكربك من الإكراب وهو الإسراع.
24 - وعنه، عن علي بن الحكم، عن عبد الله بن سنان قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن لي ابن عم أصله فيقطعني وأصله فيقطعني حتى لقد هممت لقطيعته إياي أن أقطعه، أتأذن لي قطعه؟ قال:
إنك إذا وصلته وقطعك وصلكما الله جميعا وإن قطعته وقطعك قطعكما الله.
* الشرح:
قوله (إنك إذا وصلته وقطعك وصلكما الله) لأن وصلتك إياه قد يرقق قلبه ويجعله محبا لك