بسمه تعالى مقدمة إطباق علمائنا معشر الإمامية على وثاقة أبى جعفر أحمد بن أبي عبد الله البرقي بل على جلالته يغنينا عن الخوض في ترجمته من هذه الجهة، وكذا اشتهار اعتبار كتابه " المحاسن " بينهم يمنعنا عن بيان شئ من ذلك من جهة الحاجة إليه، ومع ذلك نذكر شيئا مما له ربط بالامرين عملا بما هو المتعارف في هذا العصر من تصدير الكتب المطبوعة بذكر ما يكشف عن أحوال الكتب وتراجم مؤلفيها ونكتفي في ذلك بأقل ما يدل على المطلوب إذا المقام لا يسع الاستقصاء في ذلك فنقول والله المستعان:
نبذة مما يدل على اعتبار الكتاب وجلالة مؤلفه فمن ذلك اعتماد المشايخ الثلاثة في الكتب الأربعة التي عليها تدور رحى مذهب الشيعة في استنباط أحكام الشريعة على هذا الكتاب إذ كل منهم انتزع أخبارا كثيرة منه وأودعها كتابه.
أما ثقة الاسلام الكليني رضوان الله عليه فقد روى عنه بواسطة عدة من الرواة واختار للتعبير عنهم عبارة " عدة من أصحابنا " حبا للاختصار وحفظا لكتابه من أن يكثر حجمه، و ذلك لأن المحاسن من مآخذه المهمة التي ينقل عنه كثيرا فلو تكرر في جميع هذه الموارد أسامي الذين يروى بواسطتهم عنه لكان يكثر حجم الكتاب كثيرا فاكتفى عن ذكر أساميهم بذكر العدة.
قال العلامة أعلى الله مقامه في الفائدة الثالثة من فوائد الخلاصة: " قال الشيخ الصدوق محمد بن يعقوب الكليني في كتابه الكافي في أخبار كثيرة: " عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي " وقال: " كلما قلت في كتابي المشار إليه: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد، فهم علي بن إبراهيم، وعلي بن محمد بن عبد الله بن أذينة، و أحمد بن عبد الله بن بنته، وعلي بن الحسن ".