أقمع لخواطر الجهل، ولا أدعى إلى اقتناء كل محمود ونفى كل مذموم من العلم بالدين وكيف لا يكون كذلك ما من الله عز وجل سببه، ورسول الله صلى الله عليه وآله مستودعه ومعدنه، وأولوا النهى تراجمته وحملته، وما ظنك بشئ الصدق خلته، والذكاء والفهم آلته، والتوفيق والحكم مريحته، واللين والتواضع نتيجته، وهو الشئ الذي لا يستوحش معه صاحبه إلى شئ، ولا يأنس العاقل مع نبذه بشئ، ولا يستخلف منه عوضا يوازيه، ولا يعتاض منه بدلا يدانيه، ولا تحول فضيلته ولا تزول منفعته، وأنى لك بكنز باق على الانفاق، ولا تقدح فيه يد الزمان، ولا تكلمه غوائل الحدثان، وأقل خصاله الثناء له في العاجل، مع الفوز برضوان الله في الآجل، وأشرف بما صاحبه على كل حال مقبول، وقوله وفعله محتمل محمول، وسببه أقرب من الرحم الماسة، وقوله أصدق وأوفق من التجربة وإدراك الحاسة، وهو نجاة من تسليط التهم وتحاذير الندم، وكفاك من كريم مناقبه ورفيع مراتبه أن العالم بما أدى من صدق قوله شريك لكل عامل في فعله طول المسند، وهو بن ناظر، ناطق صامت، حاضر غائب، حي ميت، ورادع نصب " فذكر شيئا من أخبار الكتاب فمن أراده فليطلبه من هناك.
قال القاضي نور الله التستري رضي الله عنه وأرضاه في كتابه الموسوم بمصائب النواصب في ضمن أجوبته عن كلام الخصم الذي ادعى حصر كتب أحاديث الشيعة في الأربعة المشهورة (الكافي، والفقيه، والتهذيب والاستبصار) ما لفظه:
وأما ثالثا فلان حصره كتب أحاديث الإمامية في الأربعة المذكورة ليس بصحيح، بل هي ستة، وخامسها كتاب المحاسن تأليف أحمد بن محمد بن خالد البرقي، وسادسها قرب الإسناد تأليف محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ".
قال المولى محمد تقي المجلسي طيب الله مضجعه في شرحه الفارسي على كتاب من لا يحضره الفقيه في شرح قول الصدوق (ره) " وكتاب المحاسن لأحمد بن أبي عبد الله البرقي " ما لفظه:
" وأين كتاب نزد ما هست وچنانكه مشايخ نقل كرده اند بسيار بزرگ وثقه ومعتمد عليه بوده است آنچه الحال هست شايد ثلث آن باشد وبغير از أين كتاب نودوسه كتاب ديگر تصنيف نموده است در فنون علوم، واسامي أين كتابها وساير كتابهاى علماى ما