أولا: سمعت ما كنا فيه من الأحاديث مع جعفر عليه السلام، فقال: والله ما كنا الا في ذكر الله ومواعظ حسنة، قال: ثم لقيت الآخر فقلت له مثل ذلك فقال: ما أحفظه و لا أذكر أني سمعت منه شيئا، قال: فذكرته حديثا من الأحاديث، قال لي: ويلك سمعت هذا من جعفر عليه السلام تعيده؟ والله لو كان رأس عبد من ذهب لكانت رجلاه من خشب، اذهب قبحك الله (1).
31 - وعنه، عن علي بن الحكم، عن أبي القاسم عثمان بن عبد الله، قال: شكوت إلى أبي عبد الله عليه السلام قوما غلبوني على دار لي في أحمس وجيرانها نصاب والرجل ليس منهم، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: ان هؤلاء الذين ذكرت قوم لهم نسب صحيح فاستعن بهم على استخراج حقك فإنهم يفعلون، قال: فجئت إليهم، فقلت لهم: ان جعفرا أمرني أن أستعين بكم، فقالوا لي: والله لو لم نكن بموالي جعفر لكان الواجب علينا في صحة نسبه أن نقوم في رسالته فقاموا معي حتى استخرجوا الدار فباعوها لي وأعطوني الثمن (2).
32 - وحدثني بعض أصحابه، عن عبد الله بن عون الشيباني، عن رجل من أصحابنا ، قال: اكتريت من جمال شق محمل وقال لي: لا تهتم لزميل فلك زميل، فلما كنا بالقادسية إذا هو قد جاءني بجار لي من العرب قد كنت أعرفه بخلاف شديد وقال: هذا زميلك فأظهرت له أنى قد كنت أتمناه على ربي وأبديت له فرحا بمزاملته ووطنت نفسي أن أكون عبدا له وأخدمه كل ذلك فرقا منه قال: فإذا كل شئ وطنت نفسي عليه من خدمته والعبودية له قد بادرني إليه فلما بلغنا المدينة قال: يا هذا، ان لي عليك حقا ولي بك حرمة، فقلت: حقوق وحرم، قال: قد عرفت أين تنحو فاستأذن لي على صاحبك قال: فبهت أن أنظر في وجهه لا أدرى بما أجيبه قال: فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته عن الرجل وجواره منى وأنه من أهل الخلاف وقصصت عليه قصته إلى أن