نعم قد حصل العلم بالملازمة من قبل استقراء أكثر الافراد بل كثير منها مثل انا إذا رجعنا إلى استعمالات أهل اللسان ورأينا كلمات متعددة واقعة في التركيب على وجه الفاعلية مرفوعة في لسانهم بحيث علمنا عدم اختصاصه بكلمات معدودة نعلم من استقراء هذه الموارد ان استعمال اللفظ على وجه الفاعلية عندهم سبب لاستحقاق الرفع ونحكم بان كل فاعل مرفوع.
فتبين بما بيناه غاية التبين انه لا حاجة لنا في دفع الدور إلى ما ذكره الشيخ الرئيس بل لا محصل لما ذكره الا ان يرجع إلى ما بيناه بتقريب ان يقال العلم بكلية الكبرى على وجه الحقيقة (1) متفرع على العلم بالجزئيات اجمالا بمعنى ان معنى القضية الحقيقية يرجع إلى أن كل ما لو وجد في الخارج متصفا بالوسط فهو متصف بالمحمول لا محالة فالجزئيات معلومة حينئذ على وجه الاجمال بهذا المعنى.
وكيف كان فقد ظهر لك بما بيناه ان مرجع الشكل الأول إلى الاستدلال بوجود العلة على ثبوت المعلول أو العكس أو بأحد معلولي علة واحدة على الاخر وحجيته ذاتية عقلية وهو مسلك العقلاء في استكشاف المجهولات بالنظر ولا دليل سواه فان ما بالغير لا بد ان ينتهى إلى ما بالذات فالمطالب المجهولة لا يحصل العلم بها الا بانتهائها إلى الأمور المعلومة بالذات وهي الضروريات وطريق الانتهاء إليها ليس الا بأحد الاشكال الأربعة فما توهمه أبو سعيد في غاية السخافة فإنه غفلة عن أوائل البديهيات واعتراض على العقل والعقلاء حتى على نفسه حيث استدل على بطلان الشكل الأول بطريق الاستدلال المركب من صغرى وكبرى فان محصل كلامه ان الاستدلال بالشكل الأول مستلزم للدور المحال وكل مستلزم للمحال باطل فالاستدلال بالشكل الأول باطل بل اعتراض على الله تعالى شأنه وعلى أنبيائه وسفرائه عليهم السلام من حيث لا يشعر حيث إن الكتاب المجيد مشحون بالاستدلال