كلمة التقوى - الشيخ محمد أمين زين الدين - ج ٣ - الصفحة ١٧٥
فقد روي عن أبي بصير أنه سأل الصادق (ع) عن المشي أفضل أو الركوب، فقال (ع): (إذا كان الرجل موسرا، فمشى ليكون أقل لنفقته فالركوب أفضل)، ومن البين إن المشي بهذا القصد لا رجحان فيه أصلا، فإذا نذر الانسان المشي لهذه الغاية أشكل الحكم بانعقاد نذره، بل الوجه عدم الصحة.
[المسألة 367:] قد يبدو للانسان أن يحج ماشيا لتكون نفقته أقل من نفقة الحج راكبا كما تقدم في رواية أبي بصير، فينذر أن يحج كذلك لهذه الغاية، وقد ذكرنا أن المشي في مثل هذا الفرض لا رجحان فيه أصلا، ويظهر من بعض العلماء إن ذلك من النذر الصحيح، فإن الناذر إنما ينذر فردا من أفراد العبادة الصحيحة، فيكفيه في صحة نذره رجحان أصل الحج وإن لم يكن القيد الذي قيد به النذر وهو المشي راجحا لتلك الغاية التي لاحظها.
ولا ريب في صحة النذر إذا تعلق بفرد من أفراد العبادة وكان الفرد من الأفراد المتعارفة لتلك العبادة، وإن لم يشتمل على مزية تزيد على أصل العبادة في الرجحان، كما إذا نذر المكلف أن يحج راكبا، أو نذر أن يحج مع أول قافلة تسير من البلد، وقد تقدم في المسألة الثلاثمائة والثانية والأربعين وما بعدها حكم ما إذا نذر الانسان أن يحج البيت من مكان خاص يعينه في نذره وما يتفرع على ذلك ويتصل به، ولا أظن أن التعميم للأفراد المرجوحة من العبادة أو التي لا رجحان فيها أصلا لبعض الجهات التي توجب النقصان فيها عن الأفراد المتعارفة مما يمكن الالتزام به كما يراه ذلك البعض من العلماء، فيحكم بانعقاد النذر وبوجوب الوفاء به إذا نذر مثلا أن يحج وهو مكتوف اليدين بعد الاحرام وفي المواقف وعند الاتيان بالأعمال، ويلزمه الوفاء إذا نذر أن يحج في سيارة
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الحج 3
2 مقدمة الكتاب 5
3 الفصل الأول - في مقدمات لابد من ذكرها 6
4 الفصل الثاني - في شروط وجوب حج الاسلام 12
5 الفصل الثالث - في الاستطاعة وجهاتها وأحكامها 23
6 الفصل الرابع - في الوصية بالحج 103
7 الفصل الخامس - في النيابة للحج أو العمرة 129
8 الفصل السادس - في الحج الواجب بالنذر أو بالعهد أو باليمين 157
9 الفصل السابع - في الحج المندوب 181
10 الفصل الثامن - في أقسام الحج والعمرة 191
11 الفصل التاسع - في صور أنواع الحج على نحو الاجمال 204
12 الفصل العاشر - في المواقيت 230
13 الفصل الحادي عشر - في أحكام المواقيت 245
14 الفصل الثاني عشر - في مقدمات الاحرام وآدابه 262
15 الفصل الثالث عشر - في الاحرام وواجباته وآدابه 270
16 الفصل الرابع عشر - في محرمات الاحرام وكفاراتها 298
17 الفصل الخامس عشر - في سنن دخول الحرم ودخول مكة والمسجد الحرام 342
18 الفصل السادس عشر - في الطواف وشرائطه وواجباته وآدابه 347
19 الفصل السابع عشر - في صلاة الطواف وأحكامها وآدابها 370
20 الفصل الثامن عشر - في السعي وواجباته وأحكامه وآدابه 375
21 الفصل التاسع عشر - في التقصير 390
22 الفصل العشرون - في الاحرام بحج التمتع وآداب الخروج من مكة إلى عرفات 394
23 الفصل الحادي والعشرون - في الوقوف بعرفات وأحكامه وبعض آدابه 400
24 الفصل الثاني والعشرون - في الوقوف بالمزدلفة وأحكامه 415
25 الفصل الثالث والعشرون - في واجبات منى يوم النحر 1 - رمي جمرة العقبة 429
26 2 - الذبح أو النحر في منى 431
27 3 - الحلق أو التقصير 449
28 الفصل الرابع والعشرون - في أعمال مكة بعد النحر والحلق 455
29 الفصل الخامس والعشرون - في واجبات ليالي التشريق وأيامه بمنى 466
30 خاتمة في العمرة المفردة 483
31 الفصل السادس والعشرون - في الصد والاحصار 487
32 الفصل السابع والعشرون - في بعض ما ينبغي فعله في مكة من المستحبات والأعمال 496
33 الفصل الثامن والعشرون - في أعمال المدينة المنورة وآدابها 502