فكري للدار - بمراجعة الكتب التي يشم منها التأييد للشيعة الإمامية، أو لأهل البيت، فكانت اللجنة تحذف ذلك الكلام كله، وتختم الكتاب بالعبارة الآتية: (راجعته اللجنة المغيرة للكتب) بتوقيع رئيس اللجنة علي فكري (1)! بكل جرأة ووقاحة!!!
نعم، إن تحريف النصوص، والتلاعب بالتراث كان وما زال، وليس بعيدا أن ينال المستقبل أيضا بمخالبه وأنيابه.
3 - إن رواية الغارات) المطبوع (تخالف ما أصلناه في البحوث السابقة، وتعارض ما سنبينه في البحوث اللاحقة، التي تؤكد على اعتبار الإمام علي هو الرائد والمعيد لمدرسة الوضوء الثنائي المسحي أصالتها.
أما ما رواه المفيد والطوسي في أماليهما، فهو يوافق مدرسة الإمام علي وأهل بيته، وليس بينها وبينهم أي تعارض، وهذا التوافق يرجح بأن تكون هي الأصيلة لا غير، إذ أن المفيد والطوسي يتحد سندهما عند ابن هلال الثقفي، وأن ما نقلاه عن الغارات يرجع تاريخه إلى القرن الرابع أو الخامس الهجري، إذ أن المفيد قد توفي في سنة 413 ه، والطوسي في سنة 460 ه.. فهما كانا قريبي عهد بالغارات، وإني راجعت نصا من الأمالي يقرب من عهد المؤلف ورأيت فيه أن الإمام قد كتب إلى محمد بن أبي بكر بالمسح لا الغسل، وبعد هذا لا معنى لكتابته إليه بالغسل وقد عرفت ما بينهما من التضاد، وكيف يكتب بالغسل ونراه وأهل بيته وخاصته يمسحون اقتداء برسول الله، وما معنى الكتابة إليه بالغسل بعد ثبوت الإحداث في عهد عثمان! وستقف على المزيد من الإيضاح لاحقا إن شاء الله تعالى.
والمتحصل مما سبق هو: إن نقل الشيخين - المفيد والطوسي - هو أقرب إلى الصواب بخلاف ما هو الموجود في الغارات المطبوع والذي تلاعبت فيه أيادي