عثمان، عن علي بن محمد بن أبي سعيد، عن فضيل بن الجعد، عن أبي إسحاق الهمداني، عن أمير المؤمنين.. مثله، إلا أن فيه، وفي أمالي ابن الشيخ (1)، كما في الأصل: (... ثم امسح رأسك ورجليك...)، فظهر: أن ما في الغارات من تصحيف العامة، فإنهم ينقلون عنه... (2).
وقال المجلسي - وبعد نقله الرواية عن أمالي المفيد -:
بيان: استحباب تثليث المضمضة والاستنشاق مشهور بين المتأخرين، واعترف بعضهم بأنه لا شاهد له، وهذا الخبر يدل عليه (3).
وقال بعدها: قد مر أن هذا سند تثليث المضمضة والاستنشاق، لكن رأيت في كتاب الغارات هذا الخبر، وفيه تثليث غسل سائر الأعضاء أيضا، وهذا مما يضعف الاحتجاج (4) [به].
علما، بأن كلمة) ثلاثا (لم ترد بعد غسل الوجه واليدين في أمالي المفيد، والطوسي عن الغارات!
ولا ندري لماذا يضعف المجلسي الاحتجاج بالخبر، معللا بأن فيه تثليث سائر الأعضاء؟! وهل التثليث هو الجارح، أم غسل الرجلين؟ أم كلاهما معا؟!!
وهل يلزم اعتبار جميع نسخ الغارات صحيحة، مع ما وقفنا على التعارض فيما بينها؟
بل كيف يطمأن بنص مأخوذ من نسخة مطبوعة متأخرا، وترك ذات النص المنقول عن نسخة قد مضى عليها ما يقارب ألف سنة أو أكثر؟! وبطريقي المفيد والطوسي (5).