____________________
أصول الكافي المذكور في كتاب التوحيد منه: " فإن قيل: كيف يصح نسبة البداء إلى الله - تعالى - مع إحاطة علمه بكل شيء أزلا وأبدا على ما هو عليه في نفس الأمر وتقدسه عما يوجب التغير والسنوح ونحوهما، فاعلم أن القوى المنطبعة الفلكية لم تحط بتفاصيل ما سيقع من الأمور دفعة واحدة لعدم تناهي تلك الأمور، بل إنما ينتقش فيها الحوادث شيئا فشيئا وجملة فجملة مع أسبابها و عللها على نهج مستمر ونظام مستقر، فإن ما يحدث في عالم الكون والفساد إنما هو من لوازم حركات الأفلاك ونتائج بركاتها فهي تعلم أنه كلما كان كذا كان كذا، فمهما حصل لها العلم بأسباب حدوث أمر ما في هذا العالم حكمت بوقوعه فيه فينتقش فيها ذلك الحكم، وربما تأخر بعض الأسباب الموجب لوقوع الحادث على خلاف ما يوجبه بقية الأسباب لولا ذلك السبب ولم يحصل لها العلم بذلك بعد، لعدم إطلاعها على سبب ذلك السبب، ثم لما جاء أوانه واطلعت عليه حكمت بخلاف الحكم الأول فيمحى عنها نقش الحكم السابق ويثبت الحكم الآخر.
مثلا لما حصل لها العلم بموت زيد بمرض كذا في ليلة كذا لأسباب تقتضي ذلك ولم يحصل لها العلم بتصدقه، الذي سيأتي به قبيل ذلك الوقت، لعدم اطلاعها على أسباب التصدق بعد ثم علمت به وكان موته بتلك الأسباب مشروطا بأن لا يتصدق فتحكم أولا بالموت وثانيا بالبرء... فهذا هو السبب في البداء والمحو و الإثبات والتردد وأمثال ذلك في أمور العالم. وأما نسبة ذلك كله إلى الله -
مثلا لما حصل لها العلم بموت زيد بمرض كذا في ليلة كذا لأسباب تقتضي ذلك ولم يحصل لها العلم بتصدقه، الذي سيأتي به قبيل ذلك الوقت، لعدم اطلاعها على أسباب التصدق بعد ثم علمت به وكان موته بتلك الأسباب مشروطا بأن لا يتصدق فتحكم أولا بالموت وثانيا بالبرء... فهذا هو السبب في البداء والمحو و الإثبات والتردد وأمثال ذلك في أمور العالم. وأما نسبة ذلك كله إلى الله -