ولعل وجهه: أن الضروري عدم نسبة تلك الأفعال إلى فاعل مختار باختيار مستقل مغاير لاختيار الله - كما هو ظاهر قول المفوضة - أما استنادها إلى الفاعل بإرادة الله المختار بعين مشيته واختياره حتى يكون كالآلة بزيادة الشعور وقيام الاختيار به - بحيث يصدق أنه فعله وفعل الله - [2] فلا; إذ المخالف للضرورة إنكار نسبة الفعل إلى الله - تعالى - على وجه الحقيقة. لا إثباته لغيره أيضا بحيث يصدق أنه فعله.
____________________
ضروريات الدين. " (1) [1] راجع القواعد والفوائد وقد مر نقل كلامه بتمامه مع توضيحه وشرحه. (2) [2] لا بنحو المشاركة في الفعل وأن يكون كل منهما جزءا من العلة، بل بنحو الطولية في الفاعلية نظير فاعلية الإنسان باختياره ومشيته في طول فاعلية الله - تعالى - لكل شيء، فالإنسان - بوحدته - موجد لفعله بمشيته، وهو ومشيته و فعله كلها من نظام الوجود المتقوم بمشية الله - تعالى - حدوثا وبقاء.
قال الله - تعالى - في سورة التكوير: (لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين.) (3)
قال الله - تعالى - في سورة التكوير: (لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين.) (3)