ثم سأله عن مسائل كثيرة من النجوم فاعترف الدهقان بجهلها - إلى أن قال (عليه السلام) له -: " أما قولك: انقدح من برجك النيران فكان الواجب أن تحكم به لي لا علي، أما نوره وضياؤه فعندي، وأما حريقه ولهبه فذهب عني فهذه مسألة عميقة فأحسبها إن كنت حاسبا. " (1) وفي رواية أخرى: أنه (عليه السلام) قال له: " أحسبها إن كنت عالما بالأكوار والأدوار، قال: لو علمت هذا لعلمت أنك تحصي عقود القصب في هذه الأجمة. " (2) وفي الرواية الآتية لعبد الرحمان بن سيابة: " هذا حساب إذا حسبه الرجل ووقف عليه عرف القصبة التي في وسط الأجمة وعدد ما عن يمينها، وعدد ما عن يسارها، وعدد ما خلفها، وعدد ما أمامها حتى لا يخفى عليه شيء من قصب الأجمة. " (3) وفي البحار: وجد في كتاب عتيق عن عطاء قال: قيل لعلى بن أبي طالب (عليه السلام): هل كان للنجوم أصل؟ قال (عليه السلام): " نعم نبي من الأنبياء قال له قومه: إنا لا نؤمن بك حتى تعلمنا بدأ الخلق وآجالهم، فأوحى الله - عز وجل - إلى غمامة فأمطرتهم (واستنقع حول الجبل) ماء صاف ثم أوحى الله إلى الشمس والقمر والنجوم أن تجري في ذلك الماء. ثم أوحى الله إلى ذلك النبي أن يرتقي هو وقومه على الجبل فارتقوا الجبل فقاموا على الماء حتى عرفوا بدأ الخلق وآجالهم بمجاري الشمس والقمر والنجوم و ساعات الليل والنهار، وكان أحدهم يعرف متى يموت و
(٧٥)