لتحققها بالحق سبحانه، فليس لهم ظهور الا حيث يظهر الحق، وذلك في الدار الآخرة، ولذلك أيضا كثر نطق الجمادات والنباتات وحياتها في هذه الأمة، كسلام الحجر عليه صلى الله عليه وآله وتسبيح الحصى في كفه وحب الجبل له وحنين الجذع وكلمه الذراع المسمومة حتى قال عليه وآله السلام: لا تقوم الساعة حتى تكلم الرجل عذبة (1) سوطه وتحدثه فخذه بما عمل أهله وتقول الشجرة: يا مسلم هذا يهودي خلفي فاقتله، ويخرج الدابة التي تكلم الناس، ولهذا جعل شهورهم قمرية لا شمسية، لان آية القمر ممحوة، قال تعالى:
فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة (12 - الاسراء) فكان ذلك تقوية لكتم ايمانهم (2).
748 - 4 ثم إن الله خلق الدواب التي تعمر البحر الذي بين السماء والأرض ثم جبال الثلج والبرد الذي دون البحر مما يلي الأرض، كون فيها حيتان بيضاء صغار قد يصل إليها (3) بعض الطيور فيصيد منها، ثم ما زال التكوين يتنزل إلى أن نزل إلى الأرض فتكونت المعادن ثم النباتات ثم الحيوانات ثم الانسان، وجعل اخر هذه أول التي يليها، وكان آخر المعادن وأول النبات الكماة (4) وآخر النبات وأول الحيوانات النخلة وآخر الحيوان وأول الانسان القردة، فلنذكر نشأة الانسان، هذا كلامه.
749 - 4 وقال الفرغاني: لما ظهر بما تكرر ان أول ما تعين من غيب الغيب النفس الرحماني وحدانيا مندرجا فيه الفعل والانفعال، بل الأسماء والصفات والافعال، حتى كان العالم والعلم والمعلوم والفاعل والقابل واحدا في المرتبة الأولى التي هي الوحدة الحقيقية الجامعة بين الأحدية والواحدية بالنسبة السوية.
750 - 4 ثم عين من عينها عين النفس الرحماني في المرتبة الثانية التي هي اعتباره المشتمل بحكم وأحديته على تفاصيل غير متناهية متعلقة بأبديته.