ألف مليون حيوان منوي.. وكم من قذفة مني يقذفها الرجل طوال حياته منذ البلوغ إلى الوفاة إذ ليس للرجل سن يأس كما هو موجود في المرأة.. وقد سجلت حالات كثيرة موثوقة لشيوخ أنجبوا وهم قد تجاوزوا الثمانين. وليس من شك في أن القدرة التناسلية تقل لدى الرجل بالتدريج بعد الستين.. ولكن ذلك يختلف من شخص إلى آخر وليست هناك قاعدة عامة تنطبق على الجميع كما هي موجودة في النساء مثلا..
ولا تكتفي ملكة الغدد (الغدة النخامية) بتنبيه الخلايا الجرثومية الموجودة في القنيات المنوية ولكنها ترسل هرمونا آخر ينبه الخلايا الخلالية اي الموجودة خلال القنيات وفيما بينها. فتقوم هذه الخلايا الخلالية INTERSTITIAL CELLS التي وصفها الدكتور ليديج بافراز مادة في منتهى الأهمية.. فهي التي تحول الصبي إلى فتى.. تلك المادة السحرية هي هرمون التستسترون - TES TESTRONE.. فيقوم هذا الهرمون بتنمية العضلات وجعلها مشدودة مفتولة.. وتقوية العظام وإقامة هيكلها بصورة تخالف هيكل الأنوثة.. فيكون عريض المنكبين واسع الصدر ضيق البطن.. صغير الحوض نسبيا لا أرداف له ولا عجز كبير.. كما يتم توزيع الدهن توزيعا عادلا في الجسم ويكون قليلا عكس ما هو في الفتاة.. وينمو شعر العانة ويختلف في ذلك عن الفتاة فشعر العانة ينمو في الفتاة على شكل مثلث قاعدته متجهة على عظم العانة وفي مقابل السرة بينما الفتى ينمو شعر العانة متصلا إلى السرة.. ويسمى ذلك المسربة..
كما أن شعر الذقن والشارب ينمو بصورة خاصة. وينمو شعر بقية الجسم بصورة ملفتة.. وخاصة في الإبطين.. كما أن الصوت يغلظ ويصبح أجش.. وتنمو الأعضاء التناسلية الباطنة والظاهرة فتنمو الخصية والقنوات المنوية والبروستاتة والحويصلة المنوية كما ينمو القضيب.
ولا يقتصر ذلك على الهيكل الجسمي للفتى ولكن تصحبه تغيرات نفسية وخلقية وتظهر علامات الرجولة والفحولة في الفعل والكلام.. وفي الاستعداد لتحمل المكاره وفي الجلد والصبر.. وفي مقارعة الخصوم.. كما يبدأ الميل للجنس الآخر.. بعد أن كان عازفا عنها.. إذ نجد الصبي لا يهتم إلا بأترابه من