خلق الإنسان بين الطب والقرآن - الدكتور محمد علي البار

ومن الجدير بالذكر ان هذه التغييرات الهائلة ليست الا نتيجة لهرمون تفرزه حويصلة جراف بناء على أوامر الغدة النخامية..
والغريب حقا ان الفرق بين هرمون الذكورة وهرمون الأنوثة من الناحية الكيمائية بسيط جدا ويتمثل في ذرة كربون وثلاث ذرات غاز الهيدروجين..
فسبحان من يشكل خلقه ويخالف بينهم باختلاف ذرة أو بضع ذرات..
ومعرفة البلوغ مهم جدا لما ينبني عليه من الاحكام الدنيوية والأخروية..
وما يتعلق به من حقوق العباد ورب العباد.. فاهتم العلماء رحمهم الله بذلك اهتماما عظيما لان النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رفع القلم عن الثلاثة: الصبي حتى يحتلم والنائم حتى يستيقظ والمجنون حتى يفيق "..
وبلوغ الصبية بالحيض.. قال الامام الشيرازي في المهذب: أقل سن تحيض فيه المرأة تسع سنين وقال الشافعي رحمه الله: أعجل من سمعت من النساء تحيض نساء تهامة.. يحضن لتسع سنين. فإذا رأت الدم لدون ذلك فهو دم فساد ولا تتعلق به احكام الحيض ".
ويعرف البلوغ لدى الصبي بالاحتلام والانزال والقدرة على الاحبال..
كما يعرف بعلامات البلوغ الثانوية وأخصها شعر العانة ويكون الشعر غليظا غير رقيق كما أن الصوت يغلظ ويصبح خشنا - وكذلك ينبت شعر شاربه وعارضيه..
اما الفتاة فيعرف بلوغها بالحيض والاحتلام ورؤية الماء وامكانية حبلها.. كما يعرف كذلك بعلامات البلوغ الثانوية بنمو شعر العانة الغليظ..
وشعر الإبط ونمو الثديين ونعومة الصوت..
وتتعلق جميع الأحكام الأخروية بالبلوغ.. ولكن الاحكام الجنائية والعقوبات اختلف الفقهاء فيها.. فاما الإمام الشافعي والإمام أحمد وجمهرة من الفقهاء فقد حددوا سن الخامسة عشر للمسألة الجنائية للفتى والفتاة (1).. ولأن

(1) وهناك أقوال بأن المسائلة الجنائية تقع بالبلوغ ولو كان ذلك دون الخامسة عشر.

(٥٣)