ولو للحظات حتى يمر الجنين.. (1) وقد أوضح العلم الحديث أن هرمون الحمل البروجسترون يقوم ضمن وظائفه العديدة بتيسير حركة مفاصل الحوض حتى يتسع ويؤثر على الأربطة المتينة المحكمة فيه ويقول لها أرخي من قبضتك قليلا فتسمع له وتطيع وترخي من قبضتها الحديدية فيزداد الحوض اتساعا حتى يتسنى للرحم أن يكبر ويتضاعف حجمه آلاف المرات..
فإذا قرب موعد الولادة انضم رسول آخر من الغدة النخامية يسمى هرمون الارتخاء RELAXIN فيقول للحوض اتسع فيتسع وعند ذاك يمر الطفل في ذلك الطريق الضيق الذي احتار فيه القدماء كيف تسنى له أن يمر به دون أن ينحشر انحشارا مميتا فيه..
فانظر إلى رحمة الله وهي ترعاك في كل طور من أطوار حياتك منذ كنت نطفة فعلقة فعظاما فلحما يكسو العظام.. فخلق من بعد خلق.. والمشيمة تمدك بالغذاء والدماء. وتدفع عنك الأذى فإذا حان موعد خروجك إلى الدنيا.. هيأ لك الأسباب وأرخى لك العظام وجعلها طيعة لينة.. وأمر الرحم بالانقباض فانقبض انقباضات متتالية ومتقطعة حتى لا تزداد عن حدها فتؤدي إلى الضغط عليك ضغطا فيؤدي إلى وفاتك.. وهيأ الطريق لخروجك في ذلك الحيز الضيق الذي لا يمكن أن نخرج منه لولا رحمته.. ثم تخرج لتجد غذائك جاهزا في ثدي أمك مع المضادات للأمراض والميكروبات تسقيك إياه من ثديها مع ذلك اللبن الذي يخرج من بين فرث ودم.. ثم يرعاك طفلا ويافعا.. فإذا بلغت أشدك استكبرت وعتوت وساقتك الأوهام والخيالات إلى نكران تلك النعم التي تهطل عليك في كل لحظة وآن.. وأنت عنها غافل سادر.
فما أحراك بالسجود شكرا لله على عظيم مننه وآلائه.. وما أحراك أن