وهذا يتفق مع ما يقوله الأطباء... والرأي الراجح عند الشافعية هو ستون يوما..
يقول الامام الشيرازي في المهذب:
" وأكثر النفاس ستون يوما.. وقال المزني أربعون يوما ".. ويقول الامام النووي في المجموع: " وذهب أكثر العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى أن أكثره أربعون. كذا حكاه عن الأكثرين الترمذي والخطابي وغيرهما. وقال الخطابي قال أبو عبيد: على هذا جماعة الناس.. وحكاه ابن المنذر عن عمر بن الخطاب وابن عباس وأنس وعثمان بن أبي العاص وعائذ بن عمرو وأم سلمة والثوري وأبي حنيفة وأصحابه وابن المبارك وإسحاق وأبي عبيد رضي الله عنهم ".
ويقول: " واحتج القائلون بأربعين بحديث أم سلمة رضي الله عنها " " كانت النفساء تجلس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين يوما ". حديث حسن رواه أبو داود والترمذي وغيرهما.
ويتفق قول القائلين بأن أكثر الدم أربع ون يوما مع رأي الأطباء.. ويتفق قول القائلين بأن أكثر النفاس ستون يوما مع التعريف الطبي للنفاس وهو عودة الرحم إلى حالته الطبيعية.. إذ أن أكثر ذلك في رأي الطب هو ثمانية أسابيع أو ستون يوما.
ولكن الاختلاف بينهما في التعريف، فالأطباء حين يتحدثون عن النفاس يريدون به حالة الرحم حتى يعود إلى وضعه الطبيعي ويسمى PEURPURIM أما الدم والافرازات التي تصحبه فتسمى LOCHIA أي دم النفاس ومدته عند الأطباء لا تزيد على ستة أسابيع..
والنقاء من الدم المتخلل بين النفاس كأن ترى يوما دما ويوما طهرا فأغلب الفقهاء على أنه نفاس إذا كانت فترة الطهر أقل من خمسة عشر يوما.. وأما إذا زادت فترة الطهر عن خمسة عشر يوما فهو طهر وله أحكام الطهر..