والمعادن والبروتين فإذا أخذتها المرأة في المخاض كان ذلك من أحسن الأغذية لها.. ذلك أن عملية الولادة عملية شاقة وتستهلك كمية كبيرة من الطاقة..
والرطب يعطي المرأة في حالة المخاض هذه الطاقة الكبيرة بصورة جاهزة للامتصاص ولا تحتاج إلى وقت لهضمها..
كما أن الرطب به مواد مسهلة فتنظف الأمعاء.. وذلك مما يساعد على الولادة لان الأمعاء الغليظة والمستقيم الممتلئ بالنفايات يعيق حركة الرحم وانقباضه... ولذا يحرص أطباء التوليد والمولدات على إعطاء الام عند بداية المخاض حقنة شرجية لتنظيف المستقيم والأمعاء الغليظة..
وتحتاج المرأة في حالة المخاض أيضا إلى السوائل.. ولذا قال تعالى " فكلي واشربي وقري عينا.. " وفيها عدة حكم فقد أمرها بالاكل من الرطب الجني الذي ذكرنا آنفا شيئا من فوائده.. وأمرها بالشرب من الماء الجاري تحتها لحاجة الجسم وخاصة أثناء بذل مجهود شاق مثل الولادة إلى السوائل.. ولكون الماء مذيبا للمواد الموجودة في الرطب فيسهل امتصاصها من الأمعاء الدقيقة. كما أمرها بأن تقر عينا.. وتأثير الحالة النفسية على الولادة أمر بالغ بالأهمية.. إذ أن الخوف والقلق من أهم أسباب تعسر الولادة.. والرضا والاطمئنان من أهم أسباب تيسر الولادة..
وهذه الآيات القليلات إعجاز كامل لأنها وضحت أهم ما وصل إليه الطب في علم الولادة وبأسلوب بليغ رفيع ومع ذلك يفهمه كل إنسان سواء كان بدويا أم حضريا عالما أم جاهلا.. وسواء عاش في القرن الأول للميلاد أو القرن العشرين.
وقد فعلت مريم العذراء ما أخبرها به الملك فكانت ولادتها ميسرة وكان نفاسها قصيرا " فأتت به قومها تحمله " بعد سويعات من ولادتها. لا تحس ألما ولا تشتكي وجعا ولا وهنا.