وعلى هذا فإذا تزوجت امرأة حاملة لمرض الهيموفيليا (لا يظهر عليها) على رجل سليم فان نصف أولادها الذكور (تقريبا) سيكونون مصابين بهذا المرض.. أما نصف بناتها فإنهن سيحملن المرض دون أن يظهر عليهن قط.
وهناك وسائل عديدة لحمل الصفات الوراثية من مرض وصحة واستعداد خلقي ونفسي وجسدي.. وبعضها كما ذكرنا من النوع المتنحي RECESSIVE وبعضها من النوع السائد DOMINANT أي الذي يظهر ولو بوجود جين واحد فقط على أحد الكروموسومين مثل مرض HUNTINGTON CHOREA شلل هنتنجتن الرقاص.
ومنها ما يحمل على الكروموسوم X.. وذلك أيضا اما متنحيا مثل مرض الهيموفيليا أو سائدا مثل بعض أنواع الهيموجلوبين (صبغة الدم).
وهناك أنواع يحتاج فيها إلى العديد من الجينات مثل مرض ضغط الدم ويسمى عندئذ MULTIFACTRIAL أي متعدد الأسباب (أي متعدد الجينات المتحكمة في ضغط الدم)..
وليست الأمور على ما ظنها مندل ووضعها في قوانينه ولا بتلك البساطة فما هو سائد قد يكون كامل التعبير FULLY EXPRESSED أو ناقص التعبير PARTIALLY EXPRESSED وكذلك ما يكون متنحيا.. لا يسير كما أورده مندل في قوانينه التي شغلت العلماء طوال القرن العشرين..
ورغم ذلك فإن قوانين مندل تشكل حجر الزاوية في فهم علم الوراثة والجينات الا ان الامر أشد تعقيدا مما كان يظنه مندل (1).. ذلك الراهب النمساوي الذي اهتم بدراسة الوراثة على نبات الباسلاء (البسلة) ونشر أبحاثه في أواخر القرن التاسع عشر.. ولكنها لم تثر الاهتمام الكافي بها الا بعد أن اكتشف مورجان الكروموسومات والجينات عام 1912.