صلى الله عليه وسلم بعد ذلك: " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله "، أراد أبو بكر وعمر رضي الله عنهما أن ينال كل واحد منهما هذه المرتبة، وهذا أمر طبيعي فالجميع يريدون إرضاء ربهم ونيل رضاه، ولكن الرسول أعطاها لعلي. ورغم هذا فإن فضل الذين لم يأخذوا الراية لا يستطيع أن ينكره أحد.
ومن الروايات التي تثبت أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما قد كررا المحاولة لأخذ الراية ما ثبت في إصحاح كما ذكر ابن كثير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله بفرار يفتح الله على يديه "، فبات الناس يدركون أيهم يعطاها حتى قال عمر: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ. فلما أصبح أعطاها عليا ففتح الله على يديه (1). فهذه الرواية تثبت أن عمر قد أراد أن يقوم بالمحاولة مرة أخرى. بعد المحاولة الأولى التي وردت في الصحاح عن بريدة بن الحصيب قال: حاصرنا خيبر. فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له. ثم أخذه من الغد عمر فخرج ولم يفتح له. وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إني دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله.
لا يرجع حتى يفتح له... " الحديث (2).
فالحديث يبشر بأمرين:
الأول: إن الراية غدا سيأخذها رجل يحبه الله ورسوله. ولهذا ود كل فرد أن يكون هذا الرجل. حتى أنهم تسارعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ورد عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الراية فهزها. ثم قال: " من يأخذها بحقها. فجاء فلان!! فقال: أنا، فقال النبي: امض. ثم جاء رجل آخر! فقال: أنا. فقال: امض. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي كرم وجه محمد لأعطينها رجلا لا يقر. فجاء