عجبا لك يا شيخ الإسلام! لقد رأينا أناسا اتبعوك في منهاجك وفتاواك، فهل أمر يا ترى باتباعك ولم يؤمر باتباع العترة؟!! إن البغض يعمي ويصم، فليرهف ابن تيمية سمعه ويفتح بصره، حتى يسمع ويرى افتضاحه.
وقبل أن ينكشف أمر الشيخ، علينا أن نقرأ حديث الثقلين في صحيح مسلم:
قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: " ألا أيها الناس، إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ".
إن هذا الحديث من الأحاديث القاصمة لكل من ناصب البيت النبوي العداء أو أظهر استهانة بأمرهم. كما إنه صرخة في مسامع من وضعوا أصابعهم في آذانهم أو استغشوا ثيابهم. كما أنه ذكرى طيبة لمن آمن بالله وأخذ بالثقلين وألقى السمع وهو بصير.
إن هذا الحديث مصيف ترتاح على كلماته لهفات من يكن لأهل العباءة والكساء الخيبري والمرط المرجل بالشعر الأسود محبة وودادا لا ينضبان، ألزمهم بالاتباع واتخاذ القدوة فيهم.
أما ابن تيمية فقد صد ولج، وتعاطى فعقر، وفصل الثقلين وأبى إلا الشقاق.
إن أول الحديث يفضح ابن تيمية ويهيل التراب على رأسه، لقد ذكر ابن تيمية أن النبي صلى الله عليه وآله لم يأمر باتباع العترة، وبالتالي فهو ينكر أنهم الثقل الثاني! لا بأس، فليقل ما يشاء، ولكن عليه أن يثبت ما يقول.
إن الرسول صلى الله عليه وآله قد قال في بدء الحديث: " وأنا تارك فيكم الثقلين "، فلو كان القرآن هو الثقل الأول، واستنكر ابن تيمية أن تكون العترة هي الثقل الثاني.. فعليه أن يدلنا على ثقل ثان حتى لا يكذب النبي صلى الله عليه وآله حيث قال صلى الله عليه وآله: " وأنا تارك فيكم الثقلين ". فإما أن يكونا ثقلين حقا، أو يكون النبي صلى الله عليه وآله قد قال ما ليس بحق، وهو الكذب!
وعلى هذا الأساس، فابن تيمية ينتظر من إنكاره الثقل الثاني أن يصدقه الناس ويتبعوه على ذلك ويكذبوا النبي الصادق ويخالفوه!!