قالت: ما رأيت طائلا!
فقال: لقد رأيت خالا بخدها اقشعر كل شعرة منك على حدة..
فقالت: ما دونك من سر " (1).
ولقد ارتكبت ذلك حتى بتوهم زواجه صلى الله عليه وآله، فقد ذكرت: أن عثمان جاء النبي [صلى الله عليه وآله] في نحو الظهيرة، قالت: " فظننته أنه جاءه في أمر النساء، فحملتني الغيرة على أن أصغيت إليه " (2).
أما بالنسبة إلى من تكرهه.. فكانت حربا شعواء من ذلك مواقفها من الإمام أمير المؤمنين عليه السلام... فقد " جاء رجل فوقع في علي وعمار رضي الله تعالى عنهما عند عائشة، فقالت: أما علي فلست قائلة لك فيه شيئا. وأما عمار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يقول: لا يخير بين اثنين إلا اختار أرشدهما " (3). وكانت تقول: " قبض رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم بين سحري ونحري " (4).
وعندما يخرج [صلى الله عليه وآله] إلى الصلاة - وهو يتهادى بين رجلين - تقول عائشة: " خرج يتهادى بين رجلين أحدهما العباس " فلا تذكر الآخر، فيقول ابن عباس: " هو علي، ولكن عائشة لا تقدر أن تذكره بخير " (5).
فإذا عرفناها تبغض عليا إلى حد لا تقدر أن تذكره بخير، ولا تطيب نفسها به... وتحاول إبعاده عن رسول الله صلى الله عليه وآله... وتدعي لأبيها ولنفسها ما لا أصل له... بل لقد حدثت أم سلمة بالأمر الواقع فقالت: " والذي أحلف به، إن كان علي لأقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، قالت: عدنا رسول الله [صلى الله عليه وآله] غداة بعد غداة فكان يقول: جاء علي؟!! - مرارا - قالت: أظنه كان بعثه في حاجة. قالت: فجاء بعد، فظننت أن له إليه حاجة، فخرجنا من البيت، فقعدنا عند الباب، فكنت أدناهم إلى الباب،