ويرى البعض الباحثين أن التشيع كتكتل وخط واضح قد بدأ في اليوم الأول من وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عندما ظهر اسم علي عليه السلام كمرشح للخلافة وكأحق شخص بها، حيث قام الفضل بن العباس فخطب في الناس المجتمعين في السقيفة قائلا ": يا معشر قريش إنه ما حقت لكم الخلافة بالتمويه، ونحن أهلها دونكم وصاحبنا (يعني علي) أولى بها منكم (1).
ويرى آخرون أن أول تشيع حول علي وأهل بيته عليه السلام كان عندما اجتمع عدد بارز من الصحابة في بيت علي وفاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم انعقاد السقيفة (2). ويحدثنا اليعقوبي عن ذلك بقوله: (وتخلف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين والأنصار ومالوا مع علي ومنهم العباس والفضل بن العباس والزبير وخالد بن سعيد والمقداد وسلمان وأبو ذر وعمار والبراء وأبي بن كعب) (3). ويقول أحمد أمين: (وكانت البذرة الأولى للشيعة الجماعة الذين رأوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن أهل بيته أولى الناس أن يخلفوه) (4).
ولكن هناك باحثون آخرون يرون أن التشيع كان وليد الأحداث التي حصلت زمن الخليفة عثمان بن عفان، وآخرون يرون ذلك زمن استلام الإمام علي عليه السلام للخلافة والأحداث التي تلت لا سيما معارك الجمل وصفين والنهروان. ويعزي آخرون التشيع إلى الأحداث التي تمخضت عنها مأساة كربلاء. وما يلفت الانتباه أن بعضهم ذهب إلى نسب التشيع إلى جذور يهودية من خلال رجل يهودي يدعى عبد الله بن سبأ الذي تظاهر بدخول الإسلام زمن خلافة عثمان، ثم تنقل بين البلدان الإسلامية يبث بينهم أفكارا "