(وهذا الرجل أصبح فيما بعد رأس فرقة الخوارج المارقين الذين حاربوا الإمام علي أيام خلافته) وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بما أعطاه الله جل وعلا من بصيرة يعلم ما سيفعله هذا الرجل فأراد استئصال فساده من حينه، وأمر بقتله. فتطوع أبو بكر للمهمة، إلا أنه عندما وجده يصلي رجع. ثم تطوع عمر لقتله، فلما وصله وجده ساجدا " فرجع كسابقه حيث لم يهز عليهما قتل رجل يصلي: فأرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليا " ليقتله، ولكنه عندما وصل مكان مصلاه لم يدركه (1). ومما يجدر ذكره أن هذا الرجل قد قتل فعلا " في موقعة النهروان في عهد خلافة علي، ولكن بعد أن كان من فتنته وفساده ما كان.
11 - ومن الصحابة أيضا " من كان يعترض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم كاعتراض عمر بن الخطاب بشأن صلح الحديبية كما يروي الحادثة مسلم في صحيحه:
(قال عمر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألسنا على حق وهم على الباطل؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بلى. قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: بلى. قال عمر: ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع، ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: يا ابن الخطاب، إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا " - وفي رواية البخاري كان قوله صلى الله عليه وآله وسلم: إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري (2) - فانطلق عمر فلم يصبر متغيظا "، فأتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر، ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: بلى، قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى. قال عمر: ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال أبو بكر: يا ابن الخطاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا ") (3).