وبرأيه هو، وفي ذلك يقول: (أما المتزوجون فأوصيهم لا أنا بل الرب ألا تفارق المرأة زوجها..... وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب...: وأما العذارى فليس عندي أمر من الرب فيهن ولكني أعطي رأيا...) (1).
بولس والمسيحية:
وبعد هذه الدراسة الموجزة الشاملة نسأل أنفسنا سؤالا خطيرا هو:
ماذا أراد بولس بالمسيحية؟ لقد أحدث بولس في المسيحية أحداثا خطيرة، نقلها من ديانة إلى بني إسرائيل إلى ديانة عالمية، نقلها من التوحيد إلى التثليث، قال بألوهية المسيح وألوهية الروح القدس، اخترع قصة الفداء للتكفير عن خطيئة البشر، ألغى المعالم التي نادى بها عيسى نفسه كالختان وعدم أكل لحم الخنزير. وفي كلمة واحدة خلق دينا جديدا كما سبق القول وسلب له كلمة المسيحية فوضعها عليه، وطمس بذلك الديانة المسيحية الحقيقية. لماذا كل هذا؟ وماذا أراد بولس بالمسيحية؟
يرى كثير من الباحثين أن عداوة بولس للمسيحية هي التي دفعته ليتظاهر بالدخول فيها ليستمر في حربها بسلاح جديد، سلاح التهديم من الداخل بإفساد معالمها وطمس مظاهرها ومسخها، فهو قد دخلها في الظاهر ليأخذ من اعتناقه الظاهري لها سلاحا يطعنها به، ومثل هذا كثير في تاريخ الأديان، وفي الإسلام كثيرون من هذا النوع من أشهرهم عبد الله بن سبأ اليهودي الذي تظاهر بالإسلام وأشعل فيه من الثورات ونشر من المبادئ الفاسدة ما كان يعجز عن عمل جزء قليل منه لو ظل يعلن يهوديته،