3 - أما إنجيل لوقا وإنجيل يوحنا والرسائل فهي بولسية كلها أي منسوبة إلى بولس وأتباعه بلا شك، وإذا تذكرنا ما أوردناه آنفا من التعاون الكامل بين بولس ولوقا ويوحنا أدركنا أن الجمهرة الساحقة من هذه المصادر من عمل بولس وتلاميذه، فهناك إنجيل لوقا وإنجيل يوحنا وهناك أربع عشرة رسالة من عمل بولس وثلاث من عمل يوحنا وهناك رؤيا يوحنا ورسالة أعمال الرسل وهي من وضع لوقا ونتيجة ذلك أن الجزء الأكبر - إن لم يكن الكل - من مصادر المسيحية ذو صلة كبيرة بقلم بولس وجنانه، ومن وضعه أو من وضع مريديه.
بقي من المصادر رسالة هامة كتبها يعقوب، وهي طراز وحدها، وعجيب أن أفلتت من التدمير واستطاعت أن تأخذ مكانها في العهد الجديد، والذي يقرأ هذه الرسالة يدرك أنه أمام أسلوب جديد وأفكار جديدة، ليس بها حديث عن ألوهية المسيح ولا عن أنه نزل ليقدم نفسه فداء لخطيئة البشر، ولا أنه قام من الأموات وجلس على يمين أبيه، ولا طعن في غيره من المسيحيين وإيعاز بهم، بل عظة هادئة، وأمثال سهلة التناول دون صناعة أو زخرفة أو ثورة. ومن قول يعقوب نقتبس السطور التالية:
- لا يذم بعضكم بعضا أيها الإخوة. الذي يذم أخاه ويدين أخاه يذم الناموس ويدين الناموس، واحد هو واضع الناموس القادر أن يخلص ويهلك، فمن أنت يا من تدين غيرك؟
- علم الآن أيها القائلون نذهب اليوم أو غدا إلى هذه المدينة أو تلك وهناك نصرف سنة واحدة ونتجر ونربح، أنتم الذين لا تعرفون أمر الغد. لأنه ما هي حياتكم؟ بخار يظهر قليلا ثم يضمحل، عوض أن تقولوا إن شاء الرب وعشنا نفعل هذا أو ذاك، وأما الآن فإنكم