ولما حضر يوم الخميس كان الجميع معا بنفس واحدة، وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين، وظهرت له ألسنة منقسمة كأنها من نار، واستقرت على كل واحد منهم، وامتلأ الجميع من الروح القدس، وابتدءوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا (1).
3 - صلب المسيح للتكفير عن خطيئة البشر:
هذا هو الأساس الثاني عن أسس العقيدة المسيحية، وقد سبق أن تحدثنا عنه ونزيد هنا الموضوع وضوحا، وأساس هذا الموضوع عند المسيحيين أن من صفات الله العدل (2) والرحمة (3)، وبمقتضى صفة العدل كان على الله أن يعاقب ذرية آدم بسبب الخطيئة التي ارتكبها أبوهم وطرد بها من الجنة واستحق هو وأبناؤه البعد عن الله بسببها، وبمقتضى صفة الرحمة كان على الله أن يغفر سيئات البشر، ولم يكن هناك من طريق للجمع بين العدل والرحمة إلا بتوسط ابن الله ووحيده وقبوله أن يظهر في شكل إنسان وأن يعيش كما يعيش الإنسان ثم يصلب ظلما ليكفر عن خطيئة البشر (4)، وقد ورد في العهد الجديد ما نصه: وإن ابن الإنسان قد جاء ليخلص