وحاربت ما سواه كما سيأتي شرحه، ولكن الحق كله لم يختف، بل ظل من حين إلى آخر يبرق فتعشى العيون التي تكره النور، وأغلب الظن أن الحق سيكون له النصر في النهاية، وسيكون له الفوز في آخر المطاف.
بولس ومصادر المسيحية:
سيأتي الحديث فيما بعد عن مصادر المسيحية، ولكنا هنا نتحدث عن علاقتها ببولس، وهذه المصادر قسمان قسم يعرف بالأسفار التاريخية وذلك يشمل الأناجيل الأربعة التي وصفت حياة عيسى وتحدثت عن معجزاته وعظاته كما يشمل كذلك رسالة أعمال الرسل، وقسم يعرف بالأسفار التعليمية وهو يشمل الرسائل الأخرى التي توضح تعاليم المسيحية ومبادئها وشعائرها وقوانينها.
وهناك رأي هام سنوضحه عند الحديث عن هذه المصادر، وإجماله هنا أن هذه المصادر بقسميها من عمل بولس أو من عمل أتباعه وليست الأسماء الموضوعة عليها إلا أسماء مستعارة غير حقيقية (1).
وأحب هنا أن أتجه بدراستي اتجاها هو إلى العلم أقرب منه إلى الظن، وعناصر هذا الاتجاه هي:
1 - الأناجيل والأبحاث التي تعارض اتجاه بولس فنيت إلى الأبد، وفي قمتها إنجيل المسيح ثم ما كتبه الحواريون كما أشرنا سابقا.
2 - ما لم تظهر فيه معارضة لأفكار بولس كإنجيل متي وإنجيل مرقص حفظ من أن يسلم إلى الفناء وليس مستبعدا أنه دخله بعض التغيير من أنصار بولس بالحذف أو الزيادة وبخاصة عند ترجمته من الآرامية إلى لغات الأمم التي دعاها بولس للمسيحية.