المسيح والمسيحية في نظر المفكرين الغربيين يمكن القول دون تردد إن أغلب المفكرين الغربيين لا يدينون بالمسيحية كما يدين بها عامة المسيحيين، وكما تعلمها الكنيسة والقسس، ويمكن القول كذلك إن الثورات التي أشعلها المفكرون المسيحيون في الماضي ضد المسيحية التي تعلمها الكنيسة، لا يزال المفكرون المحدثون يرفعون لواءها، وكل ما هناك من فرق أن الكنيسة في الماضي عدت أولئك متمردين وحاربتهم حربا قاسية سقط فيها آلاف الضحايا، أما الكنيسة اليوم فلم يعد في يدها سلطان، فاكتفت بأن حرمت على أتباعها المخلصين أن يقرءوا ما يكتبه هؤلاء المفكرون مما اعتبرته الكنيسة ضلالات وإلحادا (1)، وهذه الحقيقة يدركها كل الذين يقرءون عن المسيحية كتابات المفكرين الغربيين من غير رجال الكنيسة، وسيرد في هذا الكتاب اقتباسات تؤيد هذا مما كتبه عدد من هؤلاء وهو Berry, Gerald L في كتابه Religions of the Worid (2) ولن أحذف من ترجمة ما كتبه Berry إلا تفاصيل قليلة لا تمس جوهر الموضوع.
وقبل أن أبدأ ذلك أسجل حقيقة هامة تختلف فيها المسيحية عن الإسلام اختلافا يكاد يكون تاما، وتلك الحقيقة هي أن مبادئ الإسلام واحدة عند جميع المسلمين عامتهم ومفكريهم، فوحدانية الله، وكون محمد عبده ورسوله، والقرآن الكريم، ونظام المواريث والزواج والطلاق، وغيرها من أمور الدين