النصوص، ولا شك أن هذا التضاد يسقط قيمة الاستدلال بهذه النصوص، وبالتالي يسقط قيمة الفكرة (1).
3 - المسيح يحاسب الناس:
هذا هو الأساس الثالث من أسس العقيدة المسيحية، ويرى المسيحيون أن الأب أعطى سلطان الحساب للابن، وذلك لأن الابن - بالإضافة إلى ألوهيته وأبديته - ابن الإنسان أيضا، فهو أولى بمحاسبة الإنسان (2).
ويعتقدون أنه بعد أن ارتفع إلى السماء جلس بجوار الأب على كرسي استعدادا لاستقبال الناس يوم الحشر ليدينهم على ما فعلوا. وقد جاء في رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس (لا بد أننا جميعا نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل منا ما كان بالجسد، بحسب ما صنع، خيرا كان أو شرا) (3).
وهناك نصوص أخرى في العهد الجديد تقرر هذا المبدأ، نورد بعضها فيما يلي:
1 - جاء في رسالة بولس إلى أهل إفسس قوله: أقام الله المسيح من الأموات، وأجلسه عن يمينه في السماوات فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وأخضع كل شئ تحت قدميه (4).
2 - وفي رسالته لأهل رومية: إننا جميعا سوف نقف أمام كرسي المسيح (5).
3 - وفي إنجيل يوحنا: الأب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابن (6).