المسيح والمسيحية في نظر المسيحيين ليس من السهل في الحقيقة أن نتحدث عن المسيح والمسيحية في نظر المسيحيين كما تحدثنا عن المسيح والمسيحية في نظر غيرهم، وسبب ذلك أن فرق المسيحيين متعددة، وأن عقائد المسيحية مختلفة، ثم إن المسيحيين كانوا يعتقدون اعتقادا ثم مر الزمن فتغير ذلك الاعتقاد أو زيد عليه، ومعنى هذا أن الفكرة عن المسيح والمسيحية اختلفت باختلاف الجماعات واختلاف الأزمان، ومع هذا فسنحاول أن نجعل هذه الدراسة شاملة لأبرز هذه التطورات والاختلافات، بيد أنا هنا نبدأ في بيان المعالم العامة الشهيرة للمسيح والمسيحية كما تعتقدها الكنائس اليوم وتعلمها، وكما يتبعها جماهير المسيحيين وعامتهم (1)، ونسارع فنشير هنا إلى ما سيأتي تفصيله فيما بعد من أن الكنائس من كاثوليكية وأرثوذكسية وبروتستانتينية وغيرها تختلف في الفروع، أما الأصول كألوهية المسيح والتثليث فليست موضع خلاف، فإذا اعتمدنا في بيان الأصول على مصدر كاثوليكي هام مثل Pengadjaran Geredja Katolic فإنه لا يعطينا فقط فكرة الكاثوليك في هذه الأصول، وإنما يعطينا فكرة الجميع، وسنعتمد في دراستنا هذه كذلك على الأناجيل الأربعة المعتمدة لدى المسيحيين، وعلى مصادر أخرى أكثرها أو كلها مسيحية كتبها مسيحيون شرقيون أو غربيون لنعرض أفكار المسيحيين كما يعتقدونها دون تحريف، وليس لنا على ما سنورده من هذه المصادر المسيحية إلا التعليق الذي هو طبيعة الكاتب وروحه، والذي لا غنى لمؤلف عنه.
المسيح في نظر المسيحيين:
ليس المسيح في نظر المسيحيين إنسانا ولد على الطريقة التي ذكرناها