يمرض، ويطول عليه المرض، وتقوم الصلوات في الكنائس للتخفيف عنه وشفائه دون جدوى، فمن أين جاء بولس إلياس وأمثاله بهذه الخرافة؟
اليهودية ودعوة المسيح:
كانت دعوة المسيح تحارب اتجاهين تأصلا عند اليهود وهما:
1 - شغفهم بالمادة وإهمالهم الناحية الروحية فيهم.
2 - ادعاؤهم أنهم شعب مختار، وادعاء أحبارهم أنهم الصلة بين الله والناس، وبدونهم لا تتم الصلة بين الخالق والمخلوق.
ولشد ما كان ارتياع اليهود وغضبهم عندما شهدوا يسوع يكتسح أمامه كل ما يعتزون به من ضمانات، إذ يعلم الناس أن الله ليس من المساومين وأن ليس هناك شعب مختار، وأن لا أحظياء في مملكة السماء، وأن الله هو الأب المحب لكل الأحياء، وأنه لا يستطيع اختصاص البعض بالرعايات عدم استطاعة الشمس ذلك سواء بسواء (1).
وبسبب هذا الموقف تعرض عيسى إلى عداء بني إسرائيل وسخطهم، ولم يؤمن به إلا قليلون منهم، فقد انتظروه مسيحا يبسط سلطان إسرائيل على العالم أجمع، ولكن خابت آمالهم فيه (2)، ثم إنهم عندما رأوا أن بعض الضعفاء اتبعوه، خافوا أن تنتشر مبادئه، فأغروا به الحاكم الروماني، ولكن الرومانيين لم يكونوا على استعداد للدخول في الخلافات الدينية بين اليهود، ولم تكن دعوة المسيح التي أعلنها إلا إصلاحا خلقيا ودينيا فلم تتصل دعوته بالسياسة، ولم تمس الحكومة من قريب أو من بعيد، ولذلك لم يستحق غضب الرومان، ولكن اليهود تتبعوا عيسى لعلهم يجدون منه سقطة تثير عليه غضب الرومان، فلما لم يجدوا تقولوا عليه وكذبوا، فأغضبوا الحاكم