فلسفة الصلاة - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٩٧
المؤثرات الفكرية والعاطفية المختلفة شديدا، فإن باستطاعة الإنسان أن يربي نفسه على التركيز ويؤصله فيها حتى تصبح الحيوية والمنطقية طابعا لشخصيته وما يصدر عنها من عمل صغير أو كبير.
والصلاة لما كانت واحدا من الأعمال التي يقوم بها الإنسان كان الاقبال عليها خاضعا لحالة التركيز والإقبال القلبي الذي يتمتع به المصلي في شخصيته وسلوكه العام. ولذلك نجد الأنبياء والأئمة وكبار المؤمنين عليهم السلام يتوفرون في صلاتهم على درجات عجيبة من الاقبال والخشوع ببركة الجدية العامة والحيوية الدائمة التي وهبهم الله إياها من التربي بمنهجه القويم.
الثاني: فهم الصلاة فبمقدار ما يملك الإنسان من وعي الصلاة، لأفعالها وتلاواتها ووعي لموقعها من حياته، يكون نصيبه من الاقبال عليها والإفادة منها. وهكذا يخضع التربي بالصلاة لدرجة فهم الإنسان لحقائق ارتباط الإنسان في صدوره وسلوكه بالله تبارك وتعالى.
فإذا توفر للإنسان قدر من الجد العام في سلوكه، وقدر من الوعي للصلاة وموقعها من حياته، لم يبق عليه إلا العزم عند البدء في الصلاة والانتباه إلى دخوله في حرمها المقدس الجميل. وهذا هو الأمر الثالث الذي يتم به الاقبال على الصلاة.
إن الاقبال بالقلب على الصلاة حالة فكرية وشعورية تتفاوت كمالا ونقصا نتيجة للعوامل الثلاثة المتقدمة، ولكن الأهم من ذلك أنها تختلف فينا وجودا وعد ما بين يوم ويوم وصلاة وصلاة بل وفي الصلاة الواحدة والركعة الوحدة.
وعلينا إذا ابتلينا بفقدان الاقبال على الصلاة أو ابتلينا بسرح القلب بين حين وحين في أثناء الصلاة، أن لا يشكل ذلك في أنفسنا ألما ولا يأسا: فهذه طبيعة القلب البشري وهو يقطع الأيام والسنين بين المؤثرات المختلفة المتكثرة فهو يمتلئ منها ويتأثر بها ولكن الممارسة والمثابرة على إعارة القلب كلما وقع فريسة للضواغط أو سرح عن حقل الصلاة تعيد حالة الاقبال المباركة وترسخها ومن الأمور النافعة للعودة بالقلب إلى الصلاة أن تسكت هنيهة أثناء
(١٩٧)
مفاتيح البحث: الصّلاة (10)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 أضواء على الصلاة 5
2 معنى العبادة 7
3 معنى كلمة الصلاة 13
4 الصلاة في الشرائع الإلهية 17
5 لماذا الصلاة 21
6 الصلاة والإنسان والنسيان 25
7 الصلاة ومعالجة النسيان 28
8 الصلاة والإنسان والغيب 37
9 معنى الغيب والشهادة 37
10 الترابط بين الشهادة والغيب 39
11 علاقتنا بالغيب 40
12 دور الصلاة في التعامل مع الغيب 42
13 الفصل الثاني الصلاة في القرآن الكريم 45
14 تقسيم النصوص القرآنية في الصلاة 47
15 فرض الصلاة ووجوبها 49
16 توقيت الصلاة وتعددها 57
17 دلالة التعدد 57
18 دلالة التوقيت 60
19 تطبيق نظرية الإسلام عن الليل والنهار 62
20 المعطى الصحي للتوقيت 68
21 المعطى النفسي للتوقيت 71
22 إقامة الصلاة 75
23 التوجه شطر المسجد الحرام 79
24 قرن الصلاة بالإيمان والزكاة 85
25 الاصطبار والمحافظة على الصلاة 89
26 الإعداد للصلاة بالتطهر 95
27 نهي الصلاة عن الفحشاء والمنكر 99
28 معنى الفحشاء 99
29 معنى المنكر 100
30 علاقة الصلاة بالسلوك 102
31 معالجة الصلاة للهلع في الشخصية 107
32 صلاة الكسالى وتضييع الصلاة 113
33 الفصل الثالث الصلاة في السنة 121
34 تقسيم نصوص الصلاة في السنة 123
35 النداء للصلاة 125
36 التجمع للصلاة 133
37 الحياة ضمن الجماعة 133
38 مكان التجمع للصلاة 136
39 شكل التجمع للصلاة 139
40 من أبرز ما في هذا المجتمع 140
41 آثار التجمع للصلاة 142
42 أوضاع الصلاة 147
43 تلاوات الصلاة 155
44 التكبير 156
45 سورة الفاتحة 159
46 تلاوة الركوع والسجود 164
47 تلاوة التشهد 169
48 التسبيحات الأربع 173
49 تلاوة التسليم 176
50 الجهر والاخفات 183
51 قبول الصلاة 189
52 العمل الصالح 189
53 العمل المقبول 192
54 النوافل 199
55 الاكثار من الصلاة 200
56 كيف يصبح قلب من يكثر الصلاة 202
57 من نصوص النوافل 206
58 في صلاة الليل 206
59 في النوافل عموما 207
60 الفصل الرابع المعطيات العامة من الصلاة 209
61 المعطى العقلي 211
62 اليقين العقلي ودور الصلاة فيه 212
63 درجات اليقين العقلي 212
64 التأثير السلبي للعامل الذاتي 214
65 تأثير العامل الذاتي في حقل اليقين 215
66 دور الصلاة في علاج المشكلة 215
67 العقلانية في الشخصية ودور الصلاة فيها 219
68 الشخصية العقلانية 219
69 الحصول على السمت العقلاني 220
70 دور الصلاة في ذلك 221
71 المعطى النفسي 223
72 المعطى الاجتماعي 231
73 المعطى الصحي 239
74 الرياضة التلقائية 241
75 العلاقة بين النفس والصحة الجسدية 245
76 الفصل الخامس الجنايات على الصلاة 249
77 جناية الجهل 251
78 ممن لا يصلون 251
79 من المصلين 252
80 جناية الذاتية 255
81 حب الذات 255
82 خطر حب الذات على الصلاة 256
83 جناية الحكام 263