أسلوب التقرير التربوي السائد في الصلاة. كما ينبغي الالتفات أيضا إلى أن الاقبال المطلوب في الصلاة هو انتباه منطقي مسترسل يثمر ألوانا من المشاعر الواضحة الواعية، وليس توجها مبهما يثمر مشاعر غامضة. والفرق بين هذين اللونين من الاقبال واضح أيضا، فالإقبال المبهم يعني أن المصلي يعتصر نفسه فيكون حالة شعورية معينة نحو الله أو نحو الصلاة ثم يواصل إجبار نفسه على عيش أفعال الصلاة وحقائقها بهذه الحالة الشعورية. فيكون بالحقيقة قد اصطنع في نفسه تأثيرا مسبقا وافترضه للصلاة ثم واصل الضغط على أعصابه في أثناء الصلاة ليحتفظ بما اصطنع وينسبه إلى الصلاة.
أما الاقبال المنطقي المنفتح فيعني ممارسة المصلي لأفعال الصلاة وتلاواتها بوعي وترسل بحيث يتركها تؤثر أثرها وتملي ثمارها على عقله وشعوره فيكون مثله مثل الذي يدخل بوعي وبساطة إلى واحة غنية من الطبيعة ويدعها تؤثر في نفسه.
أما كيف نحصل على الاقبال المطلوب في الصلاة فإن ذلك يتوقف على أمور ثلاثة:
الأول: الجدية العامة في السلوك. ونقصد بها الانتباه والتركيز على أفعالنا اليومية التي نقوم بها، فإن حالة الناس الفكرية والنفسية لدى ممارستهم أعمالهم اليومية تختلف. فمنهم من يمارس أعماله بقدر قليل من التركيز بسبب انشداد أفكاره ومشاعره إلى أمر آخر غير ما يقوم به، أو سبب تشتت أفكاره ومشاعره وتشوشها، ومنهم من يركز ذهنه ومشاعره على كل عمل يقوم به. وتستطيع أن تلاحظ ذلك بيسر في نفسك ومن حولك.
إن التركيز في النشاط الإنساني مسألة بالغة الأهمية، لشدة انعكاسها على شخصية الإنسان وسلوكه حيوية وجدية واتقانا واتساقا، وإن الشخصيات الناجحة هي التي تملك قدرا كبيرا من التركيز على أعمالها.
ومهما تكن تشعبات الفكر والشعور الإنساني واسعة، ومهما يكن ضغط