الله. فتسجل شعورك نحوه معتزا بزعامته ومكانته صلى الله عليه وآله.
وفي ضمن هذا الانتقال إلى الصلاة على الرسول يتم انتقال آخر من ضمير الغيبة إلى الخطاب إلى التكلم مع الله عز وجل الذي تجثو بين يديه وتشهد له بالوحدانية ولرسوله برسالة أن يبارك على رسوله الذي هداك به، وهو انتقال منسجم أيضا يفتح لك الخطاب مع الله الواحد ويجعلك تمارس طلبا منه من أجل عبده ورسوله صلى الله عليه وآله، على عظمة هذا العبد الرسول.
ثم لاحظ أخيرا عطف الصلاة على آل الرسول على الصلاة على الرسول باعتبارهم امتداد الرسول صلى الله عليه وآله في هذه الأمة: تثبيتا للإسلام وجهادا مخلصا في سبيل الله. وآل الرسول أو أهل البيت هذا الاصطلاح الإسلامي الذي حدده الرسول بأشخاص معينين، وأمر بالاقتداء بهم والصلاة عليهم مع الصلاة عليه، وهو المنزه صلى الله عليه وآله عن معاني القبلية والأسرية والذاتية التي تجعل الزعماء الدنيويين يفرضون امتدادهم على الأمة في ذويهم (ومن ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي).
قال أحمد بن حنبل " لما نزلت هذه الآية (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم.) دعا الرسول صلى الله عليه وآله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال: اللهم هؤلاء أهلي " مسند أحمد بن حنبل ص 185.
وفي صحيح البخاري عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال " لقيني كعب بن عجزة فقال: ألا أهدي لك هدية سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: بلى فاهدها لي، فقال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وآله فقلنا يا رسول الله، كيف الصلاة عليكم أهل البيت فإن الله قد علمنا كيف نسلم؟
قال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد " ج 4 ص 18 مطابع الشعب.