من أجل هذا الهدف كتبت هذا البحث.. لعل إخواننا الوهابيين يلتفتون إلى أن مشكلتهم في التوحيد أعظم من جميع مشكلات المسلمين، فينشغلوا بحلها ويخففوا عنا شدتهم، خاصة في موسم الحج الذي صار المسلم يحسب له قبل مشقاته البدنية والمالية، مشقته المعنوية على كرامته، بسبب فتاوى الكفر والشرك التي يتأبطها المتطوعون الوهابيون في موسم الحج ويصفعون بها وجوه حجاج بيت الله تعالى وزوار قبر نبيه وآله صلى الله عليه وآله!!
لقد كثر هؤلاء المتبرعون لخدمة ضيوف الرحمن في السنوات الأخيرة وعدلوا في توزيع جوائزهم على الجميع، حتى لا تكاد تجد حاجا يرجع إلى بلاده من أي بلد أو قومية إلا ويتحدث عن معاملتهم الحسنة وفتاواهم ونبراتهم التي صفعوه بها! لمجرد أنه تقرب إلى الله تعالى بزيارة قبر نبيه أو وليه!
ينبغي أن يعرف إخواننا الوهابيون أن مسائل الشرك العملي كلها متأخرة رتبة عن مسألة الإعتقاد النظري، وأنه لا بد للمسلم أولا أن يصحح عقيدته بربه عز وجل وتصوره عنه، حتى يملك الأساس الذي يقيس به توحيد الآخرين النظري والعملي، ويعرف ما هو الشرك الأكبر والأصغر والمتوسط..
أما إذا كان عنده مشكلة في أصل اعتقاده بالله تعالى، فإن عليه أن يعالج مشكلته ويبني بيته أولا..
ثم إذا جاز له أن يطرح اجتهاده على المسلمين.. فبالحسنى، والمنطق العلمي، والكلمة الجميلة.
في الرابع عشر من شهر صفر المظفر سنة 1419 علي الكوراني العاملي