* وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: 2 / 166 (عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: من زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله تعالى، ولكنه رأى جبريل مرتين في صورته وخلقه سادا ما بين الأفق. ولم يأتنا نص جلي بأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الله تعالى بعينيه وهذه المسألة مما يسع المرء المسلم في دينه السكوت عنها، فأما رؤية المنام فجاءت من وجوه متعددة مستفيضة، وأما رؤية الله عيانا في الآخرة فأمر متيقن تواترت به النصوص. جمع أحاديثها الدار قطني والبيهقي وغيرهما). انتهى.
وقال في هامشه: (وأخرجه أحمد 6 / 241 من طريق ابن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق قال: كنت عند عائشة قال قلت: أليس الله يقول: ولقد رآه بالأفق المبين، ولقد رآه نزلة أخرى، قالت: أنا أول هذه الأمة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فقال: إنما ذاك جبريل لم يره في صورته التي خلق عليها إلا مرتين رآه منهبطا من السماء إلى الأرض سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض. وأخرجه مسلم (177) في الإيمان باب معنى قوله عز وجل: ولقد رآه نزلة أخرى، من طريق الشعبي به. وأخرجه البخاري 8 / 466 من طريق الشعبي عن مسروق.. وأخرجه الترمذي (3278) في التفسير من طريق سفيان عن مجالد عن الشعبي. هذا حديث صحيح الإسناد). انتهى.
ولكن نفي عائشة يشمل الرؤية في الآخرة أيضا كما أشار إليه الطبري، ولذلك اضطر الذهبي وغيره إلى ارتكاب التأويل في حديث عائشة، وفي آيات نفي الرؤية وأحاديثها، مع أنهم حرموا التأويل في أحاديث إثبات الرؤية وصفات الله تعالى، واستنكروه واعتبروه ضلالا وإلحادا، كما سيأتي!