فقد رد الذهبي تأويل النزول بغير ذاته، وفي نفس الوقت اعتبر أن الذي قال بذاته معذور لأنه قاله إرغاما لمن تأوله وجادله وماراه في الدين، وهذا يدل على أنه يتبنى نزول الله بذاته، ولكنه نهى جماعته المجسمة عن القول (نزل بذاته) حتى لا يثيروا الآخرين عليهم!
ويكمن مذهب الذهبي في قوله (وترك الخوض في لوازمه أولى) فهو يعرف أن للنزول الحسي لوازم وهو يؤمن بها، ولكن عدم ذكرها أولى! أما إذا قال ذلك أحد مضطرا في مقابل خصمه فهو معذور ولا بأس به!
ويؤيد ذلك ما قاله في ترجمة المجسم المسمى (كوتاه) الذي هجره شيخه لأنه كان يقول (نزل بذاته) واستقبله المجسمة في الشام، قال في تذكرة الحفاظ: 4 / 13: (كوتاه - كلمة فارسية بمعنى قصير - الحافظ الإمام المفيد أبو مسعود عبد الجليل بن محمد قال أبو موسى المديني: أوحد وقته في علمه مع حسن طريقته وتواضعه، وهو من مقدمي أصحاب شيخنا إسماعيل الحافظ، حضرت مجلس أماليه وسمعت أبا القاسم الحافظ بدمشق يثني عليه ثناء حسنا ويفخم أمره ويصفه بالحفظ والإتقان!
قلت: وسمع بنيسابور من عبد القاهر الشيروي وببغداد من طائفة، وكان يقول ينزل بذاته فهجره شيخه إسماعيل لإطلاق هذه العبارة، وقد روى عنه الحافظ ابن عساكر والحافظ يوسف الشيرازي). انتهى.
ويؤيد ذلك أيضا دفاعه ومدحه للحافظ عبد الغني المشهور بالتجسيم!
(قال في سيره: 21 / 463: (قلت: وذكر أبو المظفر الواعظ في مرآة الزمان قال: كان الحافظ عبد الغني يقرأ الحديث بعد الجمعة قال: فاجتمع