قال: نعم إنه يقول عز وجل: وما ربك بظلام للعبيد، ويقول: إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون، ويقول: وما الله يريد ظلما للعالمين، ويقول: وما الله يريد ظلما للعباد.
قال اليهودي: يا محمد فإن زعمت أن ربك لا يظلم، فكيف أغرق قوم نوح وفيهم الأطفال؟
فقال: يا يهودي إن الله عز وجل أعقم أرحام نساء قوم نوح أربعين عاما فأغرقهم حين أغرقهم ولا طفل فيهم، وما كان الله ليهلك الذرية بذنوب آبائهم، تعالى عن الظلم والجور علوا كبيرا.
قال اليهودي: فإن كان ربك لا يظلم فكيف يخلد في النار أبد الأبدين من لم يعصه إلا أياما معدودة؟
قال: يخلده على نيته، فمن علم الله نيته أنه لو بقي في الدنيا إلى انقضائها كان يعصي الله عز وجل خلده في ناره على نيته، ونيته في ذلك شر من عمله. وكذلك يخلد من يخلد في الجنة بأنه ينوي أنه لو بقي في الدنيا أيامها لأطاع الله أبدا، ونيته خير من عمله، فبالنيات يخلد أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار، والله عز وجل يقول: قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا.
قال اليهودي: يا محمد إني أجد في التوراة أنه لم يكن لله عز وجل نبي إلا كان له وصي من أمته، فمن وصيك؟
قال: يا يهودي وصيي على بن أبي طالب، واسمه في التوراة إليا وفي الإنجيل حيدار، وهو أفضل أمتي وأعلمهم بربي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وإنه لسيد الأوصياء كما أني سيد الأنبياء.