وعن هشام بن الحكم قال: دخل ابن أبي العوجاء على الصادق عليه السلام فقال له الصادق عليه السلام: يا بن أبي العوجاء! أنت مصنوع أم غير مصنوع؟ قال: لست بمصنوع. فقال له الصادق: فلو كنت مصنوعا كيف كنت؟ فلم يحر ابن أبي العوجاء جوابا، وقام وخرج.
وقال: دخل أبو شاكر الديصاني وهو زنديق على أبي عبد الله وقال: يا جعفر بن محمد دلني على معبودي! فقال أبو عبد الله عليه السلام: أجلس! فإذا غلام صغير في كفه بيضة يلعب بها فقال أبو عبد الله: ناولني يا غلام البيضة، فناوله إياها. فقال أبو عبد الله: يا ديصاني هذا حصن مكنون، له جلد غليظ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مايعة، وفضة ذائبة، فلا الذهبة المايعة تختلط بالفضة الذائبة، ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المايعة، فهي على حالها، لا يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن إصلاحها، ولا يدخل إليها داخل مفسد فيخبر عن إفسادها، لا يدرى للذكر خلقت أم للأنثى، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس، أترى لها مدبرا؟
قال: فأطرق مليا ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأنك إمام وحجة من الله على خلقه، وأنا تائب مما كنت فيه....
وعن هشام بن الحكم قال: كان زنديق بمصر يبلغه عن أبي عبد الله عليه السلام علم، فخرج إلى المدينة ليناظره فلم يصادفه بها وقيل هو بمكة، فخرج إلى مكة ونحن مع أبي عبد الله عليه السلام، فانتهى إليه وهو في الطواف فدنا منه وسلم. فقال له أبو عبد الله: ما اسمك؟ قال: عبد الملك. قال: فما كنيتك؟ قال: أبو عبد الله. قال أبو عبد الله عليه السلام: فمن ذا الملك