وعن تاريخ أبي الفدا في حوادث سنة 705: وفيها استدعي تقي الدين أحمد بن تيمية من دمشق إلى مصر وعقد له مجلس، وأمسك وأودع الإعتقال بسبب عقيدته، فإنه كان يقول بالتجسيم. انتهى.
وجاء في المنشور الصادر بحقه من السلطان: وكان الشقي ابن تيمية في هذه المدة قد بسط لسان قلمه ومد عنان كلمه، وتحدث في مسائل القرآن والصفات، ونص في كلامه على أمور منكرات، وأتى في ذلك بما أنكره أئمة الإسلام، وانعقد على خلافه إجماع العلماء الأعلام، وخالف في ذلك علماء عصره، وفقهاء شامه ومصره، وعلمنا أنه استخف قومه فأطاعوه، حتى اتصل بنا أنهم صرحوا في حق الله بالحرف والصوت والتجسيم. انتهى.
وأما محمد بن عبد الوهاب فاقتفى هو وأتباعه في ذلك أثر ابن تيمية، كما اقتفى أثره في زيارة القبور والتشفع والتوسل وغير ذلك، وبنى على أساسه وزاد، وقد أثبت ابن عبد الوهاب لله تعالى جهة الفوق والاستواء على العرش الذي هو فوق السماوات والأرض والجسمية والرحمة والرضا والغضب واليدين اليمنى والشمال والأصابع والكف كلها بمعانيها الحقيقية من دون تأويل...
وأما أتباع محمد بن عبد الوهاب فأثبتوا لله تعالى جهة العلو والاستواء على العرش والوجه واليدين والعينين والنزول إلى سماء الدنيا والمجيء والقرب وغير ذلك بمعانيها الحقيقية، ففي الرسالة الرابعة من الرسائل الخمس المسمى مجموعها بالهدية السنية لعبد اللطيف حفيد محمد بن عبد الوهاب عند ذكر بعض اعتقادات الوهابية وأنها مطابقة لعبارة أبي الحسن الأشعري قال: وأن الله تعالى على عرشه كما قال: الرحمن على العرش استوى، وأن له يدين بلا