الله عنه: وأقول هذا المسكين الجاهل إنما وقع في أمثال هذه الخرافات لأنه لم يعرف حقيقة المثلية، وعلماء التوحيد حققوا الكلام في المثلية، إلى أن قال: وإن هذه الكلمات التي أوردها هذا الإنسان إنما أوردها لكونه كان بعيدا عن معرفة الحقائق، فجرى على منهج كلمات العوام، فاغتر بتلك الكلمات التي ذكرها، ونسأل الله حسن الخاتمة. انتهى.
ومن قرأ توحيد ابن خزيمة عذر هذا الإمام فيما قال، وقد أسلفنا لك أن الإمامة في الحفظ والعلم بالعلل في متون الأحاديث وأسانيدها لا تقتضي الإمامة المطلقة في كل فن، وذلك ظاهر لا يحتاج إلى بيان، فلا ينبغي أن يقتدى به إلا فيما هو إمام فيه، ومن خالف هذه القاعدة لم يسلم له دينه في أصول ولا في فروع، فنصيحتي لك إذا أردت السلامة لنفسك أن تكون في عقائدك على ما دونه الإمام أبو منصور الماتريدي وأبو الحسن الأشعري، فإنه هو ما يهدي إليه كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من غير ميل إلى جانب إفراط أو تفريط). انتهى.
وما ذكره القضاعي من رد الفخر الرازي على ابن خزيمة النيشابوري، تجده مفصلا في تفسير الرازي: 27 / 150 - 153 من الطبعة الثالثة دار إحياء التراث العربي. وقد نقل الرازي كلام ابن خزيمة ومغالطته في معنى المثلية والتماثل لإثبات الجسمية لله تعالى، شبيها بمغالطته المتقدمة في الفصل الأول لإثبات رؤية الله تعالى. وقد هاجمه الرازي بشدة تتناسب مع فداحة المغالطة وشرح معنى تماثل الأجسام وأثبت تنزيه الله تعالى عن مماثلتها. وقد اكتفينا عن إيراد كلام الرازي هنا ببحثه الذي سنورده في الفصل التالي في نفي الجسمية.