الجوزية وابن عبد الهادي وأتباعهم، ولذلك حكم علماء عصره بضلاله وكفره وألزموا السلطان بقتله أو حبسه، فأخذ إلى مصر ونوظر فحكموا بحبسه فحبس، وذهبت نفسه محبوسا بعد ما أظهر التوبة، ثم نكث.
ونحن ننقل ما حكوه عنه في ذلك وما قالوه في حقه لتعلم ما هي قيمة ابن تيمية عند العلماء: قال أحمد بن حجر الهيثمي المكي الشافعي صاحب الصواعق في كتابه الجوهر المنظم في زيارة القبر المكرم، في جملة كلامه الآتي في فصل الزيارة: إن ابن تيمية تجاوز إلى الجناب المقدس وخرق سياج عظمته بما أظهره للعامة على المنابر من دعوى الجهة والتجسيم... إلخ.
وقال ابن حجر أيضا في الدرر الكامنة على ما حكي: إن الناس افترقت في ابن تيمية فمنهم من نسبه إلى التجسيم لما ذكره في العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك بقوله إن اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقية لله، وأنه مستو على العرش بذاته، فقيل له يلزم من ذلك التحيز والانقسام فقال: أنا لا أسلم أن التحيز والانقسام من خواص الأجسام، فألزم بأنه يقول بالتحيز في ذات الله...
وعن صاحب أشرف الوسائل إلى فهم الشمائل أنه قال في بيان إرخاء العمامة بين الكتفين: قال ابن القيم عن شيخه ابن تيمية أنه ذكر شيئا بديعا وهو أنه (ص) لما رأى ربه واضعا يده بين كتفيه، أكرم ذلك الموضع بالعذبة! قال العراقي ولم نجد لذلك أصلا.
أقول: بل هذا من قبيل رأيهما وضلالهما إذ هو مبني على ما ذهبا إليه وأطالا في الإستدلال له والحط على أهل السنة في نفيهم له، وهو إثبات الجهة والجسمية لله، تعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا. ولهما في