وقال البخاري أيضا في تفسير سورة هود في قوله تعالى (ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها) في ملكه وسلطانه. انتهى كلام البخاري رضي الله عنه. وقال الله تعالى (والله واسع عليم) فالسعة المتعارفة عظم امتداد الجسم، فهل قال ذلك أحد من السلف؟ حاشاهم من ذلك.
واستمع إلى ما قال الإمام الطبري وقال تعالى (الله نور السماوات والأرض) هل فهم أحد من السلف أنه هو ذلك النور الفائض على الحيطان والجدران المنتشر في الجو ؟ جل مقام العلماء بالله وكتابه أن يفهموا هذا المعنى الظاهر العامي.
قال حبر الأمة ابن عباس فيما رواه عنه الطبري بالسند الصحيح: الله سبحانه هادي أهل السماوات والأرض. وروي نحوه عن أنس بن مالك، وروي عن مجاهد أن معناه المدبر، ورجح الإمام الأول وزيف ما عداه، وقد سمعت ما قاله في معنى الإحاطة وأنها مصروفة إلى إحاطة العلم والمشيئة والإقتدار، وليس معناها ما يفهم من إحاطة جسم بجسم والتفافه حوله واشتماله عليه، تعالى الله عن صفات الأجسام وسمات الحدوث.
هذا ولو استقريت أقوال السلف من مظانها لرأيت الكثير الطيب من بيان المعاني اللائقة بالله تعالى على سبيل التعيين، فمن نقل عدم التعيين مطلقا عن السلف فما دقق البحث ولا اتسع اطلاعه.
وهذا صحيح البخاري بين أيدينا وتفسير ابن جرير الطبري بين أظهرنا يناديان بما قلنا، وإنما ذكرنا ما ذكرنا لك من ذلك على سبيل التمثيل لندلك بما سمعت على ما لم تسمع، ولا نريد في هذا الوجيز الاستقصاء، وعليك بكتاب الأسماء والصفات للحافظ البيهقي، وبمراجعة ما قال العلماء في شروح