هذا، لكن وردت في مصادرنا روايات متعددة تفسر الوجه في الآية وكذا النظر إلى وجه الله في الآخرة، بالأنبياء وأوصيائهم صلوات الله عليهم جميعا، لأنهم حملة معرفته وشرائعه، فهم وجه الله الذي منه يؤتى.
(قال الطبرسي في الإحتجاج: 2 / 190: في حديث عن الإمام الرضا عليه السلام قال: قلت يا بن رسول الله فما معنى الخبر الذي رووه: إن ثواب لا إله إلا الله النظر إلى وجه الله؟ فقال عليه السلام: يا أبا الصلت فمن وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر، ولكن وجه الله أنبياؤه ورسله وحججه عليهم صلوات الله، هم الذين بهم يتوجه إلى الله عز وجل وإلى دينه ومعرفته، فقال الله عز وجل: كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام، وقال الله عز وجل: كل شئ هالك إلا وجهه، فالنظر إلى أنبياء الله ورسله وحججه في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين وقد قال النبي صلى الله عليه وآله: من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة، وقال: إن فيكم من لا يراني بعد أن يفارقني. يا أبا الصلت إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان، ولا يدرك بالأبصار والأوهام). انتهى. وقد تقدمت الرواية من الكافي: 1 / 143 عن الإمام الصادق عليه السلام بنحوه.
والطريف أن البخاري ذكر في صحيحه أن الوجه في الآية بمعنى الذات فقال في ج 8 ص 174: (باب قل أي شئ أكبر شهادة، وسمى الله تعالى نفسه شيئا، قل الله؟ وسمى النبي صلى الله عليه وسلم القرآن شيئا وهو صفة من صفات الله، وقال: كل شئ هالك إلا وجهه). انتهى. ويقصد البخاري بذلك أن قوله (شئ) يشمل الله تعالى وأن الاستثناء متصل، والمقصود بوجهه ذاته.