* قال الشاطبي في الإعتصام: 2 / 330 واصفا تفسير المجسمة للآية: (قول من قال: إن كل شئ فإن حتى ذات الباري ما عدا الوجه، بدليل: كل شئ هالك إلا وجهه). انتهى!
ومن نتائج تفسيرهم السئ للآية أن الفقه الحنبلي لم يبحث اليمين بوجه الله فلم أعثر عليه في مصدر فقهي حنبلي على كثرة كتبهم الفقهية! لأنه عند المجسمين منهم يمين بجزء من الله وليس بالله تعالى كله فلا يكون يمينا!
بينما بحثه الأحناف وأفتى بعضهم بأنه يكون يمينا شرعيا لأن وجه الله تعالى تعبير مجازي عن ذاته، إلا أن يكون الحالف مجسما فلا ينعقد!
(قال الكاشاني في بدائع الصنائع: 3 / 6: (ولو قال: ووجه الله، فهو يمين، كذا روى ابن سماعة عن أبي يوسف عن أبي حنيفة، لأن الوجه المضاف إلى الله تعالى يراد به الذات، قال تعالى: كل شئ هالك إلا وجهه، أي ذاته، وقال عز وجل: ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، أي ذاته. وذكر الحسن بن زياد عن أبي حنيفة أن الرجل إذا قال: ووجه الله لا أفعل كذا، ثم فعل أنها ليست بيمين! وقال ابن شجاع إنها ليست من أيمان الناس إنما هي حلف السفلة!). انتهى.
ونحن نميل إلى أن فتوى أبي حنيفة بأنها ليست يمينا أقرب إلى فكره لأنه بعد أن ترك مذهبه الزيدي وتاب إلى الحاكم العباسي وقبل توبته ووظفه مسؤولا عن بناء مسجد كبير في بغداد.. صار يميل إلى معاداة أهل البيت عليهم السلام ويميل إلى التجسيم. وقد كان البعد عن أهل البيت والقرب من التجسيم أمرين متلازمين تقريبا.. ولكنا نتغاضى ونقبل من تلاميذ أبي حنيفة روايتهم الأولى عنه.