ولا نلوم الرازي على جعله (بيان بن سمعان) من الشيعة، فقد فرض علينا إخواننا السنة في مصادرهم عشرات الملحدين والملاعين وباعوهم لنا جبرا وحاسبونا على مقولاتهم وما زالوا، مع أن مصادرنا تنادي بالبراءة منهم ولعنهم!!
وهناك تفسير آخر لعلماء السنة للآية حيث فسروا (وجهه) فيها بالأعمال التي يراد بها وجه الله تعالى، وقد وافقهم بعض علماء الشيعة أيضا.
(قال الراغب في المفردات ص 513:
(ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، قيل ذاته، وقيل أراد بالوجه ها هنا التوجه إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة. وقال: فأينما تولوا فثم وجه الله، كل شئ هالك إلا وجهه، يريدون وجه الله، إنما نطعمكم لوجه الله. قيل إن الوجه في كل هذا ذاته ويعني بذلك كل شئ هالك إلا هو، وكذا في أخواته.
وروي أنه قيل ذلك لأبي عبد الله بن الرضا، فقال: سبحان الله لقد قالوا قولا عظيما، إنما عنى الوجه الذي يؤتى منه، ومعناه كل شئ من أعمال العباد هالك وباطل إلا ما أريد به الله، وعلى هذا الآيات الأخر، وعلى هذا قوله: يريدون وجهه، يريدون وجه الله). انتهى.
والصحيح: أبو عبد الله جعفر بن محمد أي الإمام جعفر الصادق عليه السلام، وليس أبا عبد الله بن الرضا. والظاهر أن الراغب أخذه حديث الكافي المتقدم، وأن الذي دفع هذا اللغوي إلى ترجيح هذا الوجه أن الله تعالى خارج تخصصا عن موضوع الآية، وأن الاستثناء فيها متصل كما أشرنا.