وجوهكم وشرف مقعدكم وكرم مآبكم وبفوزكم اليوم على سرر متقابلين ويا أهل الانحراف والصدود عن الله عز ذكره ورسوله وصراطه وأعلام الأزمنة أيقنوا بسواد وجوهكم وغضب ربكم جزاءا بما كنتم تعملون. إلى أن قال: أيها الناس إن عليا مني كهارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، فعقل المؤمنون عن الله نطق الرسول إذ عرفوني، إني لست بأخيه لأبيه وأمه كما كان هارون أخا موسى لأبيه وأمه ولا كنت نبيا فأقتضي نبوة ولكن كان ذلك منه استخلافا كما استخلف موسى هارون حيث يقول (اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين)، وقوله حين تكلمت طائفة فقالت نحن موالي رسول الله، فخرج رسول الله إلى حجة الوداع ثم صار إلى غدير خم فأمر وأصلح له شبه المنبر ثم علاه وأخذ بعضدي حتى رؤي بياض إبطيه رافعا صوته قائلا في مغفله (من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) فكانت على ولايتي ولاية الله وعلى عداوتي عداوة الله، وأنزل الله عز وجل في ذلك اليوم (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
أقول: في قوله عليه السلام (أنزل الله) وجهان: الأول أن المولى بمعنى الأولى بالنفس والمال وسيد مطاع كما أثبت لنفسه تعالى (مولاهم الحق). الثاني إن مولوية أمير المؤمنين عليه السلام حق وثابت لا يجوز التخلف عنه كما يظهر من الأخبار كلا الوجهين و ذكر المجلسي (قده) طرفا منها في شرحه.