الجنة لا ينالها إلا عبد واحد وأرجو أن أكون أنا هو. وروى سعد ابن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام قال: في الجنة لؤلؤتان إلى بطنان العرش إحداهما بيضاء والأخرى صفراء في كل واحدة منهما سبعون ألف غرفة أبوابها وأكواؤها من عرق واحدة فالبيضاء الوسيلة لمحمد صلى الله عليه وآله وأهل بيته والصفراء لإبراهيم وأهل بيته.
ويظهر ما ذكر أو بعضه من خطبة الوسيلة، وهي خطبة كثيرة الفائدة ألقاها أمير المؤمنين عليه السلام على أهل البصرة، ونحن ننقل بعضها هنا عن روضة الكافي ص 29 تبركا وتيمنا ونرجو من الله تعالى التوفيق:
عن جابر بن يزيد قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت: يا بن رسول الله قد أرمضني اختلاف الشيعة في مذاهبها.
فقال: يا جابر ألا أوقفك على معنى اختلافهم من أين اختلفوا ومن أي جهة تفرقوا. قلت: بلى يا بن رسول الله. قال: لا تختلف إذا اختلفوا، يا جابر إن الجاحد لصاحب الزمان كالجاحد لرسول الله ص في أيامه، يا جابر اسمع وع. قلت: إذا شئت. قال: اسمع وع و بلغ حيث انتهت بك راحلتك، إن أمير المؤمنين عليه السلام خطب الناس بالمدينة بعد سبعة أيام من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله، وذلك حين فرغ من جمع القرآن وتأليفه - إلى أن قال:
أيها الناس إن الله تعالى وعد نبيه محمدا الوسيلة ووعده الحق